the poster

the poster
design by : maram alotaibi*

السبت، 1 فبراير 2014

الفصل الخامس











ما خلف غابّـات مدينة تاونز هيل, بينجـامن في طريقه ماشياً في الطريق الصـامت بصحبة آيمي وجوش.
آيمي كانت مُشددة ولا تستطيع الهرب لآن كان بجانبها وحشان يحرسانها, إحدى حرس وشياطين بينجامنّ. 
جُوش لبينجامن : اتسائل لم نعود على أرجلنا بدلا من ركوب الفُورد التي تركتها في الغابة.
ابتسم بينجامن بمكر ثم رد بخفة : أريد أن أعطي هؤلاء البشر القليل من الإثارة.. فكما تعلم.. إنهم حمقى 
بعدها إلتفت إلى جُوش بسخرية : أما عن طريق العودة.. ألستم شياطين أيها الأحمق؟ يمكنكم الطيران كيفما شئتم! 
بعدها تتغير ملامح بينجامن وكأنه يتساءل نفسه بعدها بمكر وسخرية : إوه أجل نسيتُ ذلك.. أنتم تحت رحمتي جميعاً!
فضحك سخريةً من جُوش.. صمت جُوش ثم نظر إلى آيمي وهي قلقة جداً بشأن رُونان, فهذا ما كان كل تفكيرها.. 
يُرعبها صُوت البرق المُفاجئ, ويهطل المطر بعدها بخفة لتنظر إلى الأعلى وهي تفكر في رُونـان.. 
بينجامن بصمت : لنغيّر الخطة, فلنجري جميعا حتى نستطيع الوصول بسرعة, فأنتم حمقى لا تتحملون المطر..
ثم ركض بسرعة الريّح..
قال احد الشيّاطين لجوش : أتساءل لم يعاملنا هكذا فنحن ننفذ أوامره على أكمل وجه!
ابتسم جُوش فقال بهدوء : أنسيت من هو حتى تتساءل أيها الأحمق؟ 
كان أسمهُ (نيوّن) .. رد على جُوش ورأسه للأسفل : نعم.. تذكرتُ ذلك..
بينما الشيطان الآخر ينظر إليهم بصمت وهو يتسمع.. إلتفت لهُ نيون وهو يقول له : ليّون.. لم أنتَ صامت هكذا؟ 
ليّون بهدوء وفي ذهنّ نيون : دعنا ألا نتحدث كثيراً فكما تعلم.. 
بدأ ليون ونيّون بالنظر إلى آيمي بهدوء, وآيمي لازالت تفكر برُونان . 
جوش بصرامة : هيّا فلنتبعه قبل أن يجعلنا طعاماً لكلابه!
فتبع بينجامن, وباقي الشيّاطين كذلك!

.
.

ناحية أُخرى~

رُونـان يبحث عن آيمي في المكان الذي كانت فيه مسبقاً, حين تلاقت مع بينجامن ولأول مرة بعد هرب وأيام طويلة!
جلس على الأرض ليلمس الأرض استشعاراً بآثار قدم آيمي.. أتى فاونكن خلفه ليرى لمَ هو على الأرض هكذا! 
رُونان بهدوء: أجل.. كانت هُنا!
استغرب فاونكن عن كيفية معرفة رُونان واستشعاره.. وقف رُونان ليكمل طريقهُ.. قاطعهُ سؤال فاونكن :
" سيدي.. كيف علمتَ ذلك؟ "

التفتَ لفاونكن وهو يردُ على سؤاله : نعم.. إنني أشعرُ بها
ثم استدار ليكمل طريقه.. فنادى فاونكن ليتبعه : هيّا!

أتى فاونكن بسرعة ريح بجانب رُونان وهذا ما أرعبه!.. رُونان لفاونكن : م..م..!
تنهد ثم قال بهدوء : دعكَ من قدراتك الخارقيّة هذه! 

ابتسم فاونكن بهدوء : يجب أن تعتاد على ذلك.. سيدي.
ضحك رُونان ثم قال مستهزئاً : أرجوك.. لا تقلّ لي أن ميري أيضاً وحشة؟

استغرب فاونكن ثم أنفجر ضحكاً.. قال بسخرية: كم أنت خفيف الظل.. خيالك واسع جدا!
شعر رُونان بالخجل : لا استغرب ذلك.. 

ثُم فجأة.. شعر رُونـان ببرد وهواء قارص يلتف حوله من كل إتجاه.. إستغراب رُونان وهو يلتفت ليرى من أينّ أتى هذا الهواء القارص.. ليس هواءً عادياً أبداً.

"مرحباً يا رجال.. أتريدان من يُوصلكم؟" 
هذا الصُوت الأنثوي يسرق انتباه كلاً من رُونان وفاونكن, فتاة ليست بشرية, بشرتها الزرقاء الصافية تلفتُ نظر رُونان, عيناها بلون البنفسج الناعم, تتلألأ كالشلال إن هبط, شعرهـا الأبيض يُطول كتفها, ناعم جميل, وخصلة يغطي الجانب الآخر من وجهها. تبدُو ماكرة وشريرة هذا ما لخصهُ فاونكن بعد أن رآها, ورُونان مندهش فلم يرى كائناً جميلاً فاتناً مثلها.

أتى فاونكن أمام رُونان لحمايته, ناداها ويدهِ الرصاصية تغطي النصف السفلي من وجهه: مَن أنتِ؟ 
ابتسمت ثم ضحكت وكأنها تسخر من فاونكنّ, صوتها الفاتن يجذب رُونان شيئاً فشيئاً : يا إلهي.. لمَ أنت جاداً هكذا؟ أتيتُ للسلام لا للحرب!

لم يُصدقهـا فاونكن فكأنها تريد العبث معهما, وفاونكن لا يريد أن تذهب حياة سيدهُ فهو مُطالب بأن يحميه.. : لن أكرر السؤال يا آنسة.. من تكوني! 

تغيرت ملامح الفتاة من السخرية إلى الجديّة, بصريها مُوجهة إلى فاونكن, بينما تتحدث الأنياب تبرز : أنا ديبرا, من قرية أوياما الثلجية, هل هذهِ معلوماتٍ كافية؟

تفاجأ فاونكن عندما سمع أسم قريتها, ورُونان مستغرباً من أسم هذه المدينة الذي تحدثت عنها ديبرا.. ثم همس متسائلاً: أوياما؟ 
ليرد عليه فاونكن وهو ينظر إلى ديبرا : نعم.. إنها إحدى القرى التي يسكنها الشياطين أمثالها!

يفاجئهما ضحكة ديبرا الهيستيرية.. ابتسم فاونكن ويهمس لرونان : نعم.. وهم اكثر الشياطين جنوناً..

بدأ الجنون على وجهه ديبرا الفاتن, توسعت العينان وكذلك ابتسامتها, وصغر البؤبؤ وهي تردُ على فاونكن بجنون : أمثالي؟ بل أمثالك أيضاً أيها المعتوه!

عندما رأت ديبرا وجهه رُونان وهو مندهش, وفاونكن لازال في وقفته وهو ينظر إليها وكأنه يود تقطيعها, تغيرت ملامح ديبرا بسخرية : أوه, ألم تخبر سيدك أننا بنفس القرية؟

مسك رُونان كتف فاونكن وجعله يستدير إليه ليقابله وجهاً بوجهه : لا تقل ليّ أنك شيطان؟
ابتسم فاونكن وبصريه للأسفل : نعم.. أنا كذلك..
توسعت عينا رُونان وهو مندهش, ثم غضب ووجهه للجانب الأيمن.. قال بغضب : جميعكم شياطين.. لمَ لا تستطيعون هزيمة ذلك المعتوه! 
استغربت ديبرا عن من يقصد, تفاجأت بعدها لأنها عرفت أخيراً من يقصد, صرخت وهي غاضبة : بيـنجامن؟ ماذاا؟ هل فقدت عقلك؟
التفت رُونان إلى ديبرا, ثم رد عليها بهدوء : لمَ, هل تخافين منه؟ 
لا زال فاونكن في هدوءه, ردت ديبرا بطريقة جنونية غاضبة, وفي الوقت ذاته خائفة : أرجوك, إذا كُنا نحنُ الشياطين لا نستطيع ردعه أو الوقوف أمـامه.. هل تعتقد أنك ستستطيع هزيمته أيهّا البشري الضئيل؟ 

صمت رُونـان للحظة, وهو ينتظر منها ان تكمل كلامهـا : صحيح أن بينجامن يحمّل جسداً بشرياً لكن صدقني ما خفيَّ كان أعظم! 
رُونـان بإستغراب : هل هُو على هيئة أنسـان؟ 
ردَ فاونكن على سؤاله مباشرة : نعم, لأن والدتهُ كـانت بشرية, لكنهـا ليست ككل البشر بل كانت أخبثهم, خبثها كخبث الشياطين بالضبط, لهذا اختارها الشيطان زوجةً له. 
ابتسمت ديبرا بطريقة اشمئزازية وهي تنظر إلى رونان : نعم, والدته كانت تعشق تعذيب الشياطين, وعلى الرغم من ذلك.. فإن بينجامن يعذب الثقلين معاً, ولكنه يعشق رائحة الدم البشرية أكثر, هي كالكحول بالنسبة لهُ 

إلتفت فاونكن إلى ديبرا : أرى أنكِ لستِ كما اعتقدتُ يا أنسـة !
ضحكت ديبرا بخفة وهي تنظر إلى فاونكن بنظرة السخرية : أوه أرجوك فـاونكن, لقد مللتُ من لعب دور الغريبة, هيا أخبر الفتى بأننا جيران!
وضع رُونان يده على جبهته, رد بخفة بعدما تنهد : تبـا لكمـا.. الآن هل يمكننا الحراك؟ لأن آيمي تنتظرنـا! 

فاجأ رُونـان قفزة ديبرا العالية, ووصولها إلى الأرض بطريقة رقيقة وخفيفة, ووصولها فجأة ووجهها مقابل وجهه رُونان, شعر رُونان بالإحراج فلم يقترب أحد إليه إلى هذا الحد من قبل, على الرغم من انه يريد آيمي من تكون أول من يشاركه الشيء هذا! 
ديبرا وهي تهمس ورُونـان ينظر إلى عيناها الساحرتان وهي تتحدث : هل ستجازف بحياتك من أجلها؟
ابتسم رُونـان وهو يرد عليها بهمس : حتى لو كلّف ذلك رُوحي ذاتها! 
اندهشت لإصرارهِ على إنقاذ إيمي, إلتفتت ديبرا وهي تنظر إلى فاونكن بغضب : لمَ لمّ تخبرهُ أنها خادمة لدى بينجـامن, هاه فاونكن؟ 
إلتفتت رُونان إلى فاونكن متفاجأ, مصدوم لا يكاد أن يصدق, رُونـان بهمس : هيَ.. مـاذا؟
إلتفت فاونكن إلى رُونان وهو يردُ عليه بهدوء : هيَ ليست خادمته, هي إحدى ضحاياه, الذين يخدمونهم ثم يقومُ بينجامن بتعذيبهم وشربَ دمهم.
صمتَ رُونـان ولا زال متفاجئاً ومندهشاً, رد بهدوء : أخبرني المزيد..
أخفض فاونكن رأسهُ وهو يتابع : هذا يعني أن حُبهـا لك ليس كذباً أو لعبة, فصدقني لم تهرب من المنزل إلا أنها تعرفُ مصيرها ولا تريد أن تلحق بك الأذى.
ضغط رُونان بقبضته وهو ينظر إلى فاونكن : لن أدعهُ أن يلمسهـا.. علينا اللحاق بهِ!
ابتسمت ديبرا : يا لكَ مثيراً لشفقة, تريد اللحاق بهِ, وفي طريق الصامتَ أيضاً؟ 
رُونان بإستغراب : طريق الصامت؟ 
التفتت ديبرا وهي تردُ بطريقة اشمئزازية : إوه, ألم يخبرك مساعدكَ عنها؟ 
رُونان إلى فاونكن بهمس وكأنه غضب : إنها تثير اشمئزازي, أجعلها تتوقف عن ذلك! 
أتى فاونكن إلى ديبرا وهو يمسك عُنقها ويرفعها, قال بهدوء وهو ينظر إليها : أرجوكِ آنستي, توقفي عن ذلك!
مسكت ديبرا قبضة فـاونكن وأفلتها, ديبرا وهي تمسك عنقها تحاول أخذ نفسها : حسنـاً.. إذاً... سآتي معكم فبصراحة أريد المُجازفة !
ابتسم رُونان وهو مغمض العينين, وضع يديه في جيبه وبدأ بالسير وفاونكن لازال واقفاً ينظر إليها : حسناً, إذا أردتي ذلك فأتبعينا.
ابتسمت ديبرا وهي تضع يدها في خصرها : أحبُ ذلك, لكني أفضل القفز بين الأشجارِ. 
ضحك فاونكن بخفة وهو يتبع رُونان : لا عجب من شبهكِ بالقردةَ يا ديبرا 
ضحكت ديبرا ثم قفزت قفزة عالية جداً ووقفت على غضن الشجرة بأطراف أصابعها بخفة وهدوء : أجل, على الأقل رشيقة واستطيع القفز ليس مثلك ايها الغوريلا الكسلان!
التفتَ فاونكن إلى ديبرا وهو مندهش, كيف لها ان تجرؤ بتشبيهه بالغوريلا! 
ضحكت ديبرا وأكملت القفز!

.
.
.

خلف تلك المدينة الهانئة.. بعد المُنتصف من الليل وفي ليلّة الكريسمس. الظلاّمُ يسكنُ هذا الطريّق الصـامت المُرعب, يُرشد إلى قلعة مهجورة منسيّة, الغابات المُظلمة والمخيّفة تُحاصرها من كُل مكانٍ وكُل زاوية.

لا يزال المطر يهطل خارجاً, والبرق يشتدُ أكثراً فأكثر, بينجـامن يمشي في ممر نُورهُ خافت, جوش وآيمي يتبعانه. 
جُوش كان بجانب أيمي يحرسهـا طلباً من بينجامن, حتى يذهبان إلى المكان المطلوب, جُوش ينظر إلى أيمي بشفقة, كأنه يحاول مساعدتها لكن لا يستطيع, بينجامن شعر به لأنه يقرأ أفكـاره.
بينجامن لجُوش بمكر : أخبرني جُوش, إلى أين وصل ذلك المعتوه؟ 
استغرب جُوش من سؤال بينجامن على الرغم من معرفته لذلك, وأيمي قلقة تنظر إلى جُوش وكأنها تسألهُ من؟!
جُوش بهدوء : إلى الآن لم يصل إلى الطريق الصامت, سيديّ. 
وقف بينجامن أمام الغرفة, بابها لونه عنابي داكن كلون الدم البشري, يحمل شعاراً غريباً كأنه ختم, بلون الذهب, قبضة الباب فضية اللونّ.
 ابتسم بينجامن بمكر ثم التفت إلى أيمي , قال بهدوء : هل تشرفيني أنستي؟ 
ثم مد يدهُ لها.
أيمي تنظر إلى يدهِ خائفة, لا تريد أن تمدُ يدها فمصيرها معلوم, لكن على الرغم من ذلك وضعت يدها على يدهِ ولم تخف.
سحبها بينجـامن ليتلصق جسدها بجسده, ووجهه بوجههـا, وضع بينجامن يده حول خصرها ويقترب إليها. 
شعرت أيمي بالإحراج فالتفتت إلى جانبها. 
أمسك بينجامن وجهها وجعلهُ مقابلاً له, وينظر إلى عينيها بشكل عميق. 
بينجـامن بهمس : لم أرى أجمل من عينكِ, إيمي!! 
تفاجأت إيمي وبصريهـا للجانب الأخر فهي لا تريد أن تراه, إيمي في عمقها تتساءل : لمَ يقول هكذا؟!
جُوش ينظر إلى بينجامن بغضب ثم قال بهمس : يا لكَ من خبيث!
ضحكَ بينجامن بخفة فألتفتَ إلى جُوش : إوه جوش أرجوك, لا تفسد لحظتنا الرومنسيّة! 
ثم فجأة, مسك رقبة إيمي وهُو يرفعها إلى أعلى, قبضة بينجامن كانت قويّة فلم تستطع إيمي أخذ نفسها أبداً, هي عاليّة عن الأرض هذا سبب حركة رجلها تحاول الإفلات منهِ. 
بينجامن لجُوش : لقد أفسدتها حقاً, جعلت الجانب الشيطاني يفوّر غضباً
تفاجأ جُوش عندما قال الجانب الشيطاني, هل هذا يعني أن هناك جانب جميل لبينجـامن؟ 
اندهش بينجامن من صُراخ جُوش خائفاً : أتركهـا هيَ لا دخل لها في ذلك! 
دفع بينجـامن إيمي فجأة لتصطدم بالجدار المقابل للباب, لم تصل إمي إلى الحائط فبسرعة هائلة أتى بينجامن أمامها ليمسك رقبتها مرة أخرى ليدفعها بشكل أقوى إلى الجدار, تحطم الجدار قليلاً, شعرت إيمي بالم قاتل لتتسع عينيها وتبصق دماً على وجهُ بينجامن. 
بينجامن بحالة جُنونية وهو ينظر إلى إيمي, وجهه المخيف ارعب إيمي كثيراً, فاجأه بينجـامن قبضة جُوش حول رقبته ليدفعه عن إيمي, كان جُوش قوياً لإندفاع بينجامن بسرعة كبيرة.. فبينجامن لم يتوقع ذلك 
إيمي بهمس وهي تأخذ نفسها : جُوش.. لمَ..؟ 
جُوش بهمس : لا أستطيع التحمل اكثر من ذلك.. لا أستطيع أن اتحمل ظلمهُ لكِ...
ثم صرخ وهو ينظر إلى بينجـامن : لا أستطيع ذلك!! 
تفاجأت إيمي من مساعدة جُوش لها, ثم ابتسمت لأنها أخيراً وجدت من أتباع بينجامن يقف بجانبها!  
وقف بينجامن في مكانه, إنكسرت نظاراته فهو ينظر إلى جُوش بغضب هائل! 
عندما رأى جُوش حال بينجامن علم أخيراً أن نهايته قد اقتربت! 
بينجامن بغموض : لقد أنكسرت نظارتي.... 
اندهش جُوش من ردة فعله.. أنكسرت نظارتهُ, أهذا كل ما يفكر به؟ بلمح البصر أتى بينجامن بجانب جُوش, ثم امسك بقمة رأسه ليرفعهُ, أصبح جُوش فوقه بالضبط, دفعهُ إلى الأرض فأصبح جُوش في شبه حفرة بسبب القبضة! 
أتى بينجامن فوقه فأمسك بقمة رأسهُ مجدداً, ليدفعه إلى الممر, دفعه فضرب جُوش الأرض ومن شدة الدفعة أصبح عالياً عن القاع قليلاً, مسك بينجامن رقبته فدفعهُ إلى الأرض مرة أخرى. 
حركات بينجامن كان سريعة لكن الألم الذي ألحق بجُوش كان عظيماً, صرخت إيمي لبينجامن : أرجوك أتركه! 
حال جُوش لا يثرى به, الدمُ يصبُ من رأسه ليلامس عينه المجروحة, ويخرجُ من فمه دماً أيضاً, كان بينجـامن يُوسعه ضرباً مُبرحاً, لكن عندما صرخت إيمي ليتركهُ وقف. 
إلتفت إلى إيمي وعينّاه الحمراوان أرعب إيمي كثيراً, ثم استدار ولا زال متمسكاً بقمة رأس جُوش!  
بينجـامن بجُنون : ماذا إيمي, هل تريدين اللحاق به؟ 
إيمي تنظر إلى جُوش قلقة, وجُوش بدأ عليه الاحتضار فهو يتنفس ببطئ! 
التفتَ بينجامن إلى جُوش ثم أنحنى لهُ وهو يهمس لهُ : ما رأيك أن أريها كيف يتم قتل الشياطين, هاه جُوش؟ 
عينّا جُوش تؤلمهُ وهو يحاول أن يراه, جُوش بهمس : لا مانع لديّ, فسئمتُ منك ومن تصرفاتك الوحشية مع البريئين! 
ضحك بينجامن بصوتٍ عالٍ, مع شهقة أرعبت جُوش, أنحنى مرة أخرى وهو يتحدث بصوت مرتفع : وهل تعتقدُ نفسكَ بريئاً جُوش؟ 
ثم بصوت أعلى : هل تعتقدُ أنهم كـانوا بريئين أيهـا الأحمق ؟!
صُراخ بينجـامن أرعب جُوش فصمت, بينجـامن : سأرسلك إليهم لتعلم أنهم حقاً ليسوا إلا فضلات الحيـاة! 
ادخل بينجامن بسرعة هائلة إلى صدر جُوش ليخترقه حتى يصل إلى قلبه, لامس قلبه الذي ينبض ببطئ ليخرجها ولا زالت الشرايين والعروق بها, أزرقّ بشرة جُوش أكثر وهو ينظر إلى قلبه, ثم فتح فمه بحركة بطيئة لأنه كان مفاجأ وفي الوقت ذاته..  مرتعشاً ! 
وضعت إيمي يديها الإثنتين على أذنيها, وهي خائفة تنظر إلى هذا المنظر المُريب! 
بينجامن والقلب بيده يُريه جُوش, مستمتعاً جداً : أنت تعلم بأني أعشق قتل الشياطين عن طريق إطعامهم قلبهم!
ثم فجأة إلتفت إلى إيمي : هل تريدين رؤيتها؟ 
تفاجأت إيمي وهي خائفة تنظر إلى جُوش بشفقة ثم بهمس : لا... أرجوك!
وضع بينجامن القلب في فم جُوش, ثم ضرب فكه بسرعة وقبضة قوية, لتطبق أسنانه على قلبه! 
ليسمع بينجـامن شهقة جُوش من الألم, فهو الآن شبه ميّت.. بؤبؤة عينه تتحرك مُتفاجاً! 
بينجامن بهدوء : الآن.. الوداع إلى الجحيم أيها الأبله! 
كسر عنُقه, وضعه على الأرض ليمسك قمة رأسه مُجدداً, بينجامن يضحك بحالة جُنونية وهو يسحب رأسه لتفارقّ جسده! 
إيمي تصرخ وهي تغمض عينيها خوفاً من بينجامن, استدارت إيمي وهي تبكي, لم تصدق الجنون الذي رأته, لم ترى كمثل هذا التعذيب من قبل, شعرت إيمي بالغثيـان ثم أفرغت ما في معدتها! 
أخرج بينجامن القلب من فم جُوش ثم رمى رأسه, ثم بدأ بأكل القلب وهو قادماً إلى إيمي. 
إيمي تبكي عندما شعرت بأن بينجامن قادماً إليها : أرجوك.. لا تفعل بي شيئاً..! 
مسك يدها فرفعها ليمسك خصرها وهي ملتصقةً به, واليد الآخر به القلب الذي يأكله!  
شعرت إيمي بالغثيان من الرائحة فالتفتت إلى جانبها, ضحك بينجامن بخفة وهو ينظر إليها : سيعجبكِ .. 
أخذ لقمة من القلب ورماه, فأمسك بوجهها ليضع اللقمة في فمها, لامس فمه شفتيها ثم دفع اللقمة في فمها! 
بصقت إيمي اللقمة وهي تكح لأن رائحتها نتنة! 
ثم التفتت إلى إيمي ولا زالت الدموع على خدها : ما أنت؟ لتو قتلت مساعدك الشخصي!! 
بينجامن ببرودة تامة : أجل, لدي مساعديّن اثنين, فمات الأول وعلي قتل الآخر فكما تعلمين, لا أرتاح لوجود مساعداً واحداً فقط! 
استغربت إيمي فهي تعرف آدريل, إيمي بهمس : من الذي قتله ؟ 
بينجامن بإبتسامة المكر وهو ينظر إليها : خادم الدُوق ومن لا يعرفه؟ 
تفاجأت إيمي ثم أخفضت رأسها, علمتَ أنه يقصد فاونكن فهذا لهُ صلة برُونـان, وأن فاونكن قتل آدريل حمايةً لرُونان. 
إيمي تصرخ : تبـاً لك.. هل تريد....
يُقاطعها قدُوم بينجامن لها ليمسك فكهـا بقوة : صه, لا تقلقي فإنهُ قادمٌ إلى هُنا لإنقاذك.
اتسعت عيناه إيمي, مندهشة فهي لا تريد بأن يأتي لطريق الصامت فعبورهُ مستحيلة! 
بدأ بينجامن بسحبها ليدخلا الغُرفة ثم قال بمكر : لن يستطيع ردعي ذلك المعتوه, فهو أحمق كأبيه أراد اللحاق بي لأن يأخذ الثأر بماريّـا لكنه لم يستطع.. 
ثم فجأة بضحكة ماكرة : هاااه!! إذا كان الدُوق هو أبن الشيطان نفسه ولم يستطع هزيمتي فكيف لكائن بشري مثلي أن يهزمني؟ كم هو مثيراً لشفقة! 
إيمي قلقة في أعماقها : أرجوك رُونـان.. إرجع! 

.
.
.
.



في الطريق الصامت.. 
ديبرا تسبقهم فهم يتبعونها وفاونكن بجانب رُونان ..
شعر رُونان بالبرد فبدأ بضم نفسه.. قال بهدوء وهمس : تباً لك فاونكن, لمَ لم تخبرني أن الطقس بارداً هُنا. 
ابتسم فاونكن : في الواقع سيدي, الطقس ليس بارداً ابداً بالنسبة لنا نحن, لكنهُ مميت بالنسبة لكم
رُونان بخوف وهو ينظر إلى فاونكن مندهش : مُميت؟ وكيف تأخذني إلى هذا المكان وأنت تعلم أنهُ مميت! 
ضحك فاونكن بخفة : سيدي, لن تموت في هذا المكان فأنا بجانبك!
ديبرا بسخرية : اوه أرجوك كثف عن الكذب سيموت خلال ثوانٍ! 
رُونان بدهشة وهو خائف : مــاذاا؟!
ديبرا تضحك وهي تلفتُ له : نحنُ نمزح هاهاه!
رُونـان بخجل : تباً لكما.. هذا ليس مزاحاً ابداً 

ليُفاجئهم وُجود أحد شياطين بينجـامن, شعرهُ أسود كثيف يطول كتفهِ, عيناهُ ذهبيتان لامعتان, بشرته بيضاء صافية, ندباً عميقاً يبدأ من أعلى أنفهِ إلى أسفل خدهِ! 
أتى فاونكن أمام رُونان لحمايته, ديبرا تسأله بسخرية ويدها على خصرها : هل أنتَ احد كلاب بينجـامن؟ 
استغرب رُونان من جرأتها, فيبدو عليه الصرامة! 
يُدعى ب" ساليوس " وهو من أقوى شياطين وأتباع بينجامن, وضعهُ حارساً لطريق الصامت حتى لا يتعداهُ أحد! 
ساليوس : لمَ أنتم هُنـا؟
استغربت ديبرا لأنها لم تستطع  التلاعب معه, فقال بجدية ولازالت في وقفتها : إن بينجامن أخذ منا شيئاً ونريد إعادتها! 
ضحك ساليوس من شدة ثقتهما بالمرور, ساليوس : كم انتم مثيرون لشفقة.. هل تعتقدون أنكم فعلاً تستطيعون العبور؟ 
أرعب ديبرا ثقته وشدة قوة ساليوس, فالعثور على نقطة ضعفه صعبة جداً فهو لا يستهان به! 
يُدهش ديبرا قدوم فاونكن بجانبها وهو يردُ عليهِ بهدوء : بل نحنُ على ثقة, أم أنك تعتقد أننا كأحد شياطين بينجامن المسـاكين؟ 
استغرب ساليوس من جرأة فاونكـن!.. أتى رُونان بجانب فاونكن يهمسُ له : هيه أيها الأحمق لا أريدك أن تموت! 
يُفاجئهمـا ضحكة ساليوس العاليّة, بدأ بإخراج الرُمح فشكلهُ كان غريباً بالنسبة لهم, ليس رُمحاً عادياً أبداً وهو يوجهه الرمح إلى فاونكن : قد يكونوا شياطين بينجامن مساكين لكن صدقني, لستُ مثلهم..
بدأت نبرات صوته تخشن أكثر وأصبح هناك صدى صَوت, ظهر الضباب الذي أدهش ديبرا لأن لم يكن هناك ضباباً أصلاً , ساليوس : إن كنتم تريدون الوصول إلى بينجامن أحصلوا على رأسيّ أولاً ! 
ابتسم فاونكن وهُو يرفع كفهُ الحديديّة, بدأ لون يدهِ يتغير, استغرب ساليوس من هذهِ اليد الحديدية, ساليوس في أعماقه : علي إبادتهم جميعاً! 
بدأ ساليوس بالتلويح بسيفه, فمع كل حركة يقوم بهِ يأتي ريّاحٍ قوية, هذهِ إحدى قواه, إلتفت فاونكن إلى ديبرا ليتحدث في ذهنها : سأشغلهُ, أعبريه أنتي ورُونان! 
لتردُ ديبرا عليه وهي خائفة : هل جُننت؟ سيقتلنـا جميعنا! 
ابتسم فاونكن وهو ينظر إلى ساليوس : ليس إلا ضحى أحدنا بالآخر! 
اندهشت ديبرا من الذي قالهُ فاونكن, هل هذا يعني أن فاونكن سيضحي بحياته من أجلهم؟ وماذا عن رُونان؟ كيف سيواجه بينجامن دُونه! 
ليُفاجئها صدى صَوت فاونكن وإصرارهِ : هل هذا مفهوم!! 
ديبرا وعيناها تغرقّ دموعاً, تمسكت حتى لا تنزل الدمعة من عينيها : حسناً! 
بدأ فاونكن بالجري ليبدأ بهجوم ساليوس, وساليوس يشعر بتحركات فاونكن وإلى أينَ سيذهب! 
قفز فاونكن فوق ساليوس, فخدش وجهُ ساليوس بمخالب يده! بحركة سريعة جداً مسك قمة رأسه ليحاول إقلاعها! لكن ساليوس كان أقوى منه, مسك كتف فاونكن وهو خلفه فدفعهُ إلى الأمام ليصطدم فاونكن بالأرض!
أتى ساليوس إلى فاونكن وهو يحاول طعنهُ برمحه, لكن يُفاجئهُ قدوم ديبرا لتضربهُ على وجهه وتبعده عن فاونكن, فتكمل على ساليوس بضرب بطنه بضربات سريعة وفي الوقت نفسه قوية! 
استعاد فاونكن وعيّه ولكن اندهش من ردة فعل ديبرا, كان من المفروض ان تقوم بما قالهُ لها فاونكن! 
فاونكن يصرخ : أيتهـا الغبية!!
قفزت ديبرا لترفس وجهُ ساليوس, كانت قوية فعلاً فمن شدةَ الرفسة سقط ساليوس على الأرض! 
ديبرا لفاونكن : جميعنا نحتاج إلى بعضنا البعض, فلا نستطيع تضحية أحدنا بالآخر.. أليس كذلك رُونان؟ 
رُونان كان قلقاً على فاونكن ألا ينجح لتخطي ساليوس, لكنه أنصدم لسؤال ديبرا, فعرف قصد فاونكن بمواجهه ساليوس!
وقف فاونكن ثم قال بابتسامة : حسناً.. أعتقد أن علينا مواجهتهُ ؟ 
قفزت ديبرا إلى فاونكن لتكون بجانبهِ, ديبرا : أجل.. سنستطيع هزيمته بالتأكيد! 
يُفاجئهما ضحكة ساليوس وكأنه يسخر منهم.. ساليوس : ولا زلتم مصريّن على هزيمتي؟ 
ابتسم ساليوس وهو متمسكاً برمحه : أعتقد أنهُ حان الهجوم! 
بدأ بالركض سريعاً وبرمحهِ كان يريد أن يقتل كلاً من ديبرا وفاونكن في آنٍ واحد!
ليُفاجئه صوت بينجامِن في ذهنه : أقتل الفتى ودعكَ من هؤلاء الحمقى! 
واصل ساليوس الركض, بدأ كل من ديبرا وفاونكن صد هجوم ساليوس, لكن ما يُفاجئمها هو تخطيهما ومواصلة الركض إلى رُونان, فاونكن بهدوء : لأ! 
للأسف لم يستطيعان فاونكن وديبرا ملاحقته لأنه فات الآوان على ذلك! 
رفع ساليوس رمحه بطريقه سريعة ليقتل رُونان, وهو يصرخ. 
رفع رُونان يده لحماية نفسهِ, هو ليس خائفاً إطلاقاً, ثم فجأة انكسر رُمح ساليوس !
تفاجأ كل من ديبرا وفاونكن وساليوس, ما هذا؟ هل انكسر الرمح للتوّ من قوة رُونان أم لخفة الرمح؟!
ساليوس : مستحيـــل!!!
فاونكن بهدوء : سيدي....
رُونـان لا زال في وقفته, يده فوق يغطي بها وجهه : قُل لإبن الشيطان.. مهما أرسل لي من شياطين لقتلي.. لن يستطيع. 
رفع رأسه لتتغير لون عينّا رُونان إلى رمادية فاتحة, وأسمر بشرته قليلاً.. كذلك بدأ يخرج من رُونان كهواء لونهُ احمر, يلتف على رُونان من كل اتجاه, تفاجأ ساليوس من رُونان والقوة الذي تخرجُ منه.. هل هُو احد الشياطين؟ 
ابتسم فاونكن لأنه تذكر هذه القوة كقوة الدوق رُوبرت بالضبط.. قال في أعماقه : وأخيراً.. ظهر لنا الشيطان الذي كنتُ أنتظرهُ! 
.
.
.
.
.
.
.
.



في غُرفة الظلامُ يسكنها, أتى بينجامن ليشغل النُور قليلاً حتى يستطيع أن يرى بهِ, هي نفس الغرفة التي قتل فيها برُوس! 
إيمي على السريرِ مَربوطة, عاريّة يُغطيها اللحاف فقط, وضع بينجامن على فمها شريطاً حتى لا تستطيع التحدث!
وقف بينجامن وهو ينظر إلى حالة إيمي, ما أعجبهُ أكثر أنها كانت عاريّة فهو يشمُ رائحة دمها عن بعد, التفتَ بينجامن ليذهب إلى صندوق الأدوات الحادة : أنتِ تعلمين جيداً يا إيمي, من يعصيِ أوامري يتلقى عذاباً مريباً أليس كذلك؟ 
يسمع بينجامن صوت بكاء إيمي على الرغُم من وجود الشريط على فمها, بينجامن بهدوء : أبكِ فلا جدوى للبكاء الآن! 
ثم ضحك بينجامن بخفة وهو يُخرج صندوق الأدوات : هههه.. إذاً لقد ظهر إبن الشيطان نفسه.. دعينا نرى إن نجح في الوصول إليكِ قبل أن أقوم بالتهامك! 
توسعت عيناه إيمي والدمُوع تسيل, خائفة لا تريد تموت على هذهِ الحال, لكن ما أدهشها أكثر بقول بينجامن إبن الشيطان نفسه! 
أتى بينجامن لينحني إلى إيمي وجههُ مقابل لوجهها : أخيراً أيمي.. أنا وأنتي لوحدنا الآن! 



.
.
.
.
.
.
تمت

السبت، 11 يناير 2014

الفصل الرابع - الجزء الثاني


















غُرفة الدُوق رُوبرت والليّدي ماريا – منزل رُونان
1990م.


الليدي ماريّا وهي تحضنُ طفلاً في سريرها, وبجانبها زَوجها الدُوق رُوبرت.
كانّا سعيدين جدا للقاء طفلهما الأول, الليّدي ماريا بهدوء : سيَكون دُوقاً يوما ما..
فالتفتت إلى زوجها بابتسامة هادئة : كأبيه.
أبتسم الدُوق رُوبرت وهو يمسح على رأسِ طفلهما.. الدُوق رُوبرت بهدوء : اجل.. لكني أرى أنهُ يحمل جمال أمهُ..
أخفضت رأسها خجلةً.. والابتسامة لا زالت على وجهها , طُرق الباب فجأة فردّ الدُوق رُوبرت : تفضل !
دخل فاونكن عليهما وهو منحني : سيّدي, هُناك شخصا يودُ رؤيتكَ في الأسفل.

ابتسم الدُوق : حسناً.
قبلّ رأس ولدهِ ورأس الليدّي, فقال بهمس : سأعودُ حالاً ..
ابتسمت الليدي ماريّا وهي تنظر إلى عينيّه .. أجابت بهمس : كُن حذراً عزيزي..

قام ليخرّج من الغرفة فأصبحت كتفه بكتف فاونكن.. فقال في ذهنه : احرسهّما.. أشعر بشيئاً مُريبا سيحدث.
اخفض رأسه وكأنه يردُ على سيده بـ"حاضر"!

أغلق فاونكن الباب ونزل الدُوق رُوبرت ليرى ضيفه.
إلا أن ضيفُه جالساً على الكُرسي , جلسة غير مُهذبة في منزل الدُوق!
أستغرب الدُوق من وقاحة هذا الضيف, كان وراءهُ عندما التفت لهُ الضيف بدأ برؤيته ملامحه.. ولكنه كـان "بينجـامن" !
الدُوق رُوبرت : ما الذي أتى بك إلى هُنا؟
بينجامن بسخرية : أوه, أعذرني.. فنسيتُ أن هذا منزلّ صديقي ليس الدُوق!
ضحك الدُوق بخفة فأجاب ببُرود : أجل.. فأحسن سلوكك لأن هذا المنزل ليس من مقامك وكما تعلم!
نظر بينجامن إلى الدُوق بنظرة حادة وعصبيّة.. فقد استفزّه .
قام بينجامن من مكانه وهو يتنهد .. : ااه.. سمعتُ أنك رُزقت بطفل.. متشوق جدا بأن أراه كأبيه
أبتسم الدُوق فجلس مُقابلاً لبينجامن .
فقال بينجامن فجأة : أحمق!
ضحك الدُوق فرد بهدوء : هل أتيت هُنا لاشمئزازي أم أنك ستحذرني وكالعادة.. تحذيراتك باطلة.
بينجامّن بمكر : لا.. أردتُ أن أودعك
أندهش الدُوق من إجابة بينجامن الغريبة.. صمت لينتظر بينجامن يُكمل حديثهّ!
بينجـامن بمكر : سألتهمُ لحمك هذهِ المرةَ يا رُوبرت وأنا لا أمزح في ذلك!
ضحك الدُوق بشدة ساخراً من بينجامن : هااهّ, ماذا؟ أنت؟ أوه أرجوك.. وكيفّ ستفعل ذلك وأنت تعلم أن لديّ حُراس يستطيعون ردعك..
ثُم بهدوء : لا أبالي أنت كُنت أبن الشيّطان نفسه!
أتسعت عينّاه بينجامن ليس اندهاشاً بل جُنوناً, فضحك بحالة هستيرية أرعبت الدُوق قليلاً
بينجامِن : ومن قال أني سألتهمُ لحمك أنت؟! هاهاهاها!!
استغرب الدُوق من ردة فعل بينجـامن, فكانت نيتهُ اشمئزازهُ!

ليسمّع الدُوق صُراخ زوجته فجأة!!
أندهش الدُوق ثم التفت خلفه وهوُ يصرخ : مــاريّاااا!!!
بينجامن بابتسامة المكر المُخيفة : هذا ما كنتُ اقصده!

أتى الدُوق ومسك رقبة بينجامن ثم قال : مالذي تقصده؟ مـاذا فعلت بها؟!
اخذ بينجامن بقبضة الدُوق وأنزلها.. ثم قال بهدوء وسخرية : لا أستطيع أخبارك.. فحتى لو كنتُ ابن الشيطان نفسه فلستُ من مقامك أيهُا البشريّ الأحمق..
أتسعت عيّنا الدُوق مُتفاجأ ومندهشاً من بينجامن, فتركه وأسرع للحاق على الليدّي ماريّأ للاطمئنان عليها..
بينجامن في ذهن الدُوق : قابلنيّ في الطريّق الصامت أن أردت أخذ الثأر بزوجتك وأبنك.

وقف الدُوق في طريقه منصرما..  واقف كالجماد يكادُ لا يصدق ما يّراه أو ما يجري بالضبط..
لكن بالرغم من ذلك أكمل مساره ليطمئن على زُوجته..

فتح الدُوق الباب ليرى زُوجته على الأرض مقتولة, وهي تنزف دماً لازالت على قيد الحيّاة لكنها لن تدوم طويلاً.
أسرعّ الدُوق لنجاة زُوجته, صرخ باعلى مالديه : ماريّااا!! هل أنتي بخير؟!
حمل الليّدي وهو ينتظر منها الإجابة, وهي تحتضر : رُو.. رُونان!
الدُوق باستغراب : ماذا؟
الليّدي : شخصاً ما يريدُ رُونان..
الدُوق وهو يمسك يدهُا : أعلم وفاونكن سيُرجعه, أرجوك أصمدي لا أريد خسارتك!
ابتسمت الليدي ثم قالت بهدوء : أنت تعلم أنني إذا نزفتُ كثيراً لا أستطيع الرجوع, حتى لو بدلت بدمٍ غيره..
الدُوق وعينّاه تغرق : ألا هُناك وسيلة غير ذلك..
أغمضت الليدي عينّاها : لا...
أخفض الدُوق رأسه وعينّاه تنهمر.. الدموع تتساقط على وجهُ الليدي..
وضعت الليدي يدها بيد الدُوق.. فقالت بهدوء : أعلم فقط.. أنك أجمل شيءٍ في حياتي..
اندهش الدُوق ولا زالت عيناه غارقة, بكى ورأسه على صدر زوجته.. قال بهدوء : أنتي سعادتي.. أرجُوك لا تفارقيني!!
الليديّ وبدا عليها الذهّاب: كُن حذرا.. أهتم برُونان.. أحُبكَ...
ضَم الليديّ كثيراً ويكتم بكاءه.. ضّمها بشدة!!

.
.
.


فاونكن يركض خارج المنزل مُسرعاً, وبيده الصغير رُونان.
كان المَطر شديد والطقس قارص, أخذ سترته ليُلف بالصغير, معتنياً به جيداً فهو يتوقع نهاية الدُوق والليّدي في أي لحظة!
جلس تحت شجرة الكرز المُثلجة ويضمهُ بشدة حتى يُعطيه الدفء, يُفاجئه وجود آدريل أمامه.

آدريل بسخرية : يا إلهي انظروّا من هُنا.. فاونكن الغبي.
فاونكن قلق على الصغير فزاد في ضمهِ لهُ, وهو ينظر إلى آدريل بغضبّ..
أقترب آدريلّ إلى فاونكن, فقز فاونكن إلى أعلى الشجرة, أخذ بقطعة قُماش ليربط الطفل إلى صدره, حتى يكون في مأمنٍ معهُ.
فجأة آدريل خلف فاونكن : لن تهرب بهذا الصغيرَ مادمتُ حيّاً!
التفتت فاونكن لآدريل بابتسامة ماكرة : سنرى ذلك!

بدأ آدريل بمُحاولة قتل فاونكن لكنهُ لم يستطع ذلك.. فكان فاونكن أقوى منُه بكثير, لم يستطع آدريل الصُمود..
قال آدريل بغضب : يوماً ما سأبتلع شحمك أيها الأبله
ابتسم فاونكن فردّ بخفة..: أنا في أنتظارك!

أكمل فاونكنّ مساره, ليتفاجأ بوجود الدُوق رُوبرت على الأرض يحتضّر!
نزل فاونكن ليرآهُ مطعوناً وينزف دمه, مسك فاونكن كتفيّه وهو يناديّه : سيّدي.. سيّدي.. هل أنت بخير؟ أرجوك أجب!
رفعّ الدُوق رأسه .. أجاب بهدوء : ه.. هل رُونان معك؟
تفاجأ فاونكن فهما لم يسميانهِ بعد! .. فاونكن : أجل.. هو معي هُنا..
فتح فاونكن القُماش ليحمل الصغير ببطء, ويضعهُ بقرب من والده التي لديّه دقائق فقط ليتنفس بها..
ابتسم الدُوق وهو ينظر إلى ولده.. قال بهمس : سنراكَ تكبر لكن لن ترانا يا عزيزي..
قَبل رأس أبنه.. تابع : كُن حذراً..
اخفض الدُوق رأسه.. : فاونكن.. أعتنِ به جيداً, أملاكي ستكون بأسمه.. أجعلهُ أكثر من دوق.. أجعله رجلاً..
نظر فاونكن إلى الدُوق بنظرة حزينة.. فاونكن : لا تقلق.. ستنجو فهي ليست عميق....
ليُقاطعه ردة فعل الدُوق.. وضع يده على كتفه مُبتسماً.. الماء والدماء كانا يُغطيان جسده فنعم.. كان البرد قارص والسماء تمطر .
الدُوق بهدوء : لن تستطيع.. أعتنِ بالصغير من أجلنا.. أرجوك...
فسقط على كتفِ فاونكن.. وفاونكن في حالة صدمة.. بدأ الصغير بالبكـاء , وقطرات الدم تُلامس جبينه..
ضمَ فاونكن الدُوق وبدأ بالبُكاء صمتاً..






رُونـان : إذاً.. هكذا كانت نهاية أبواي؟
فاونكن بهدوء : أجل.. في الواقع أنا لستُ بشريّ فكما تعلم أنا كائن كهذا القذر لكني على هيئة إنسان.. إن كنت تريد رؤيتي على هيئتي الحقيقية فلا أمانع ذلك!
رُونان بسخرية : لا أرجوك.. أحببتُ شكلك هكذا ولا اريد أن أكرهك..
ثم فجأة ببرود : هل تستطيع تحديد موقع آيمي؟ .. والأحمق ؟
استغرب فاونكن ثم رد : ولم أنت مهتم ببينجامن؟
رُونـان بغضب : سأخذ الثأر بوالديّ, ولن أجعله يعيش ما دمتُ حياً!
ضحك فاونكن بخفة ثم قال ببرود : هُو ابن الشيطان يا سيدي.. لا أعتقد انك ستستطيع الصمُود أمامه.. فآدريل كاد أن يلتهمك وهو مجرد وحشٌ هائج.
رُونان بإحباط: آه.. اجل.. هل بإمكاننا الآن الذهاب؟ وأنت ستتعامل معه أليس كذلك؟
فاونكن بابتسامة : لا عليك.. سأفعل ما بوسعي لحمايتك, فهذه كانت كلمات السيّد رُوبرت الأخيرة..
رُونان : أنت لست كحارسي فقط فاونكن.. أنت بمثابة أبي وكما تعلم..
تفاجأ فاونكن فلم يصدق أن يخرج من رُونان هذه الكلمات, لأن عاش معه وهو صارم !
رُونان : الآن دعنا نذهب لحماية آيمي..
ابتسم فاونكن فانحنى لسيده : وكما تأمر









تمت.

الفصل الرابع - الجزء الأول














في منتصف الليل, الأجواء هادئة في المدينة وفي القرى الريفية.
كان رونان يجلس على مقعده وبيده كُوب القهوة التركية, فكما نعلم هي المفضلة لديه.
وهو يشاهد التلفاز ليتابع الاخبار في مدينة تاونز هيل, تنهد فقال بهمس مخاطبا نفسه: آآه.. لا أريد قراءة الجريدة, سأتابع الأخبار هذه الليلة وغداً..
يُقاطعه صَوت الهاتف المنزلي, كان شكله غريبا فكان ذهبي اللون والجُزء الذي في سماعات الهاتف يحويه جلداً ناعما, هُو ثري.
رفع رونان السماعة بخفة : مرحبا, رُونان يتكلم.
ليرد عليه شابا صوته حاد : رونان يا صاح.. أين كنت ليلة البارحة؟
رونان بتعجب وسخرية : حزر أيُها الأبله؟ .. كُنت في منزلي بالتأكيد !
ضحك الشاب فرد عليه ساخرا : إووه لا تقلي أنك كنت تتمتع بمذاق القهوة ثانيةً؟ يا صاح يجب أن تغير روتينك!!
أغمض رُونان عينيه ورد مبتسما : بحقك مايكّل.. أهناك أجمل من مذاق القهوة؟
ثم فجأة بهدوء وعصبية : ما سبب اتصالك بي؟ ليس من عادتك أن تتصل..

" مايكل هُو إحدى أصدقاء جاك الذين تركوه في المتحف "

صمت مايكل للحظة فرد بعد تنهد : لا فقط.. أود أن أسألك هل رأيتَ جاك ؟ فمنذ يومين ونحن نبحث عنه.
استغرب رونان فرد بعد سكوت : هل تيفاني بجانبكم؟
مايكل : ااه.. إن تيفاني أيضا ليست معنا.. اختفت فجأة عندما كنا في ذلك المقهى
يبدو على صوُت مايكل الارتباك وهذا ما جعل رونان يقلق..
رد رُونان بهدوء : وهل كانت ثملة؟
مايكل : أممم.. في الواقع لم نشرب الكحول ليلتها.. ولكنها تصرفت بغرابة فخرجت لوحدها..
لازال رونان مستغربا وقلقا : همم.. هذا غريّب..
مايكل وصوته يوحي انه قلقاً : اجل.. أنا كنت أود فقط الاطمئنان عليهما.
رُونان بسخرية : ولما تعتقد أنك أذا أضعتهما تجدهما عندي!
ضحك مايكل قليلا : لا أعلم .. على كُل حال
قاطعه رُونان وهو يرد بخشونة وجديّة : لا تتصل بي إلا إذا كانت هُناك مشكلة كبيرة, فلعلهما مع بعضهما يستمتعان.. أتتذكر؟
فقالا في نفس الوقت : روميو وجوليّت!
ضحك مايكل فرد بهدوء : هذا يجعلني مطمئناً.. شكرا رُونان.
ابتسم رُونان مغمض العينين : على الرحب.. وتذكر
وصوته أرعب مايكل قليلا : لا تتصل بي إلا إذا كانت هناك مشكلة كبيرة
ثم أغلقه دون أن يعطي مايكل مجالا لرد .

ضحك مايكل فقال وهو يحادث نفسه مبتسما : يجعلني اطمئن دائما..
يُقاطعه صوت المذيع في التلفاز قائلا " مرحبا بسكان مدينة تاونز هيل, الأخبار المحلية : وقعت جريمة شنيعة ليلة البارحة ما وراء مدينة تاونز هيل.. شاب وشابة مَقتوليّن بطريقة مريبة وشنيعة. "

حدق مايكل بالتلفاز واستغرب وزاد ذلك قلقه .. فخاف أن يكونان أصدقائه!!
في التلفاز تم عرض صور المكان فكانت جثة تيفاني تُبين هويتها رغم أن رأسها ليس إلا هشيمة. ورجال الأمن يغطونها ليحملوها, وكذلك جاك.

اندهش مايكل لدرجة أن اتسعت عيناه وصغرت بؤبؤ عينه.. يكاد ألا يُصدق عينيه.. مايكل بهمس : مُستحيل!
فجأة يَرن هاتفه فرد دُون أن ينظر إلى الهاتف.. بصمت
ليسمع صُراخ رونان : أخبرني مالذي أراه بحق الجحيم! ألا يبدوان..؟
يُقاطعه صوت مايكل المخنوق : ب..بلا.. لا أصدق أن هذان..
قاطعه صُراخ رونان العالي وهو يضرب مقعده, الجزء الذي يضع يده بها : تباً.. تـــبــــــاً!!
وضع مايكل يده في وجهه وانهمرت دموعه مُتألماً!
رُونان بغضب وعيناه تغرق دموعا: من الذي فعل بهما هكذا.. مـن؟!
ليسمعان قول المذيع وهو يتابع حديثه : " والاستخبارات الفيدرالية والأمن العام يبحثون عن هوية المجرم والبحث عنه, وقال أحد أفراد الطب الشرعي أن المجرم قد يكون وحشاً ليس إنساناً. "

تفاجأ رُونان ثم قال بهمس : أيعقل؟
مايكل بقلق : لما قتلهم.. أتعتقد أن نكون نحن التاليين؟ لما جاك وتيفاني؟

رُونان بهدوء وهو يشرب كوب القهوة : أني اسأل السؤال ذاته.. بالمناسبة هل اتصلتَ على ميشيل؟
مايكل : لقد كان في منزلي قبل أن اتصل بك.
رُونان مغمض العينين : جيّد.. الآن يجب أن اغلق الهاتف.
مايكل بخوف وحزن : أرجوك رُونان.. أنتبه على نفسك
ضحك رونان بخفة: لا تخف.. فأعلم كيف أحمي نفسي جيداً
ثم أغلقه فجأة!


أجريَ مقابلة مع احد المفتشين في موقع الجريمة, فكأن جواب المفتش كالآتي : " الشابيّن لم يقتلا فحسب فل تم هشم رأس أحدهما والآخر يبدو أنه كان طعاما ليس إلا... "
أغلق رُونان التلفاز وهو يكمل شرب القهوة ويبدو أنه متوتراً ..
دخل عليه فاونكن فجأة وهو يخاطب سيده : هل انتهيت من كوبك سيدي؟
وضع رونان كوب القهوة فوق الطاولة ثم قام : أجل انتهيت.. أرجو ان تأتي لي بواحدة غيره وتضعها في غرفتي.
خرج رونان من الغرفة ليصعد الدرج القريب منه, حمل فاونكن كوب القهوة ليعد واحدا آخر لرونان, قلق فاونكن بشأن رونان فهو يتصرف بغرابة.. قال فاونكن بهمس: أعتقد بأن شيئا حصل.. أو أنه كثر من شرب القهوة وهذا ما يجعله غريب هذه الليلة.

أراد رونان الاطمئنان على آيمي فهو لم يرها هذه الليلة.
اقترب رونان من باب غرفتها فبدأ بطرق الباب, رونان وهو قلق : آيمي.. هل أنتي بخير؟
يطرق رونان الباب مرارا وتكرارا لكن ليس هناك من يرد!
عندما اراد رونان فتح الباب وجده ليس مغلقاً! دخل رونان الغرفة ليجدها ظلمة كئيبة, النافذة مفتوحة لهذا هي باردة !
دخلها وهو مصدوم لأنه لم يجد آيمي فيها, يبحث عنها ويبدو عليه الإحباط, جلس على سريرها ويده برأسه كأنه نادما.. التفت بجانبه وفجأه, وجد ورقة صغيرة.

أخذها رونان ليفتح الورقة لكنه متردد لقراءتها.
وجد بها " هربتُ من المنزل, هناك شخص يطاردني و لا أود أن ألحق بك الأذى رونان
أرجو أن تسامحني. "

لا يصدق رونان ما يحصل له, ظن أن آيمي لها علاقة بجريمة ومقتل أصحابه.
رُونان بهمس : لا.. يجب أن أجدها, لأعلم ما سرها الحقيقي

بعدما قام ليخرج من الغرفة قال في ذهنه : سأجدك لن تذهبي إلى أيّ مكان!
وهو في طريقه إلى سيارته, اخذ سترته ليلبسها وجد فاونكن أمامه,

فاونكن بابتسامة : سيدي, تركت كوب القهوة في غرفتك.
رونان ويبدو عليه الاستعجال: شكرا فاونكن لكن لا وقت للقهوة الآن.
فاونكن بهدوء : دعني أخمن.. هربت؟
وقف رونان متعجباً وهو ينظر إلى فاونكن باندهاش.. ثم قال بهمس : أخبرني المزيد؟
فاونكن : عندما كنت تتحدث إلى صديقك كانت آيمي تتنصت..
تفاجأ رونان .. قال في ذهنه : مستحيل.. هل لها علاقة بذلك؟
أبتسم فاونكن فقال بهدوء : هي؟ لا أعتقد.. لكن القاتل؟ بلى
لبس رونان سترته ورتب نفسه.. رونان : وهل تعرف القاتل؟
فاونكن : في الواقع سيدي لا استطيع الرد على سؤالك.. فهو خاص جدا أو بإمكاني القول..
ثم بنظرة اقلقت رونان قليلا : شخصي..!

استدار رونان وهو في طريقه إلى الباب ليخرج : هل سيارتي في الخارج ؟
ضحك فاونكن بهدوء : أجل سيدي, توقعت أنك ستخرج للبحث عن آيمي.
مسك رُونان القبضة وفتح الباب.. وقف ثم قال لفاونكن بهدوء : هل تقرأ أفكاري أم أنك تتنبأ للمستقبل؟
اندهش فاونكن ثم ضحك .. ابتسم لرونان: لا سيدي.. بل أشعر بك, وأعلم الطرق التي تتخذها..
ابتسم رونان بهدوء فقال وهو يخرج من المنزل : لهذا أنت المفضل لدي..


أنطلق رُونان هذه المرة بسيارة مرسيدس البيضاء, للبحث عن آيمي ومعرفة سر هروبها
رُونان في أعماقه وهو في شدة أعصابه : لمّ... لمّ تركتيني آيمي....!!


ناحية أخرى, آيمي تجري بسرعة الريح, بين الأشجار والصخور في تلك الغابة .
وقفت آيمي في وسط الغابة, وكأنها تنتظر أحد.. ظهر لها جُوش من جديد.

جوش بسخرية : هل جُننتي؟
لا زالت آيمي في وقفتها , لم تلتفت لجوش : أظن.. أين هُو؟

يظهر بينجامن فجأة ليُقاطع جُوش : هُنا يا عزيزتي ..
شعرت آيمي بالخوف.. أدارت نفسها لترى بينجامن على هيئته! وبينجامن في وقفته مبتسما.. تلك الابتسامة الماكرة!
آيمي تحدق ببينجامن لتفهم ما سبب هذه الابتسامة.. لعله ينويّ شيئا مُريبا!

أغمض بينجامن عينيه قليلا.. فرد بهدوء : لم أركِ منذ مدة طويلة آيمي..
رغم أن آيمي خائفة جدا من بينجامن إلا أنها لازالت واقفة وكأنها لا تبالي.

بينجامن : إذاً.. كيف حال صديقك؟
استغربت آيمي فإنها لا تعلم من يقصد.. متمسكة بصمتها ووقفتها.

بينجامن لجُوش : ماذا كان أسمه؟
جُوش بهدوء.. وكأنه لا يريد الحديث : أمم.. أعتقد أن اسمه كان.. رُ.. رُونان..

تفاجأت آيمي وسرعت دقات قلبها خَوفاً على رُونان.. تنتظر ما رد بينجامن حيّال ذلك!
ضحك بينجامن بمكر فقال : لمَ هربتي آيمي, أرى انه قلقٌ جدا عليك..

أغمض عينيه بخف والابتسامة الماكرة لا تفارق وجهه, ايمي تحدق بوجه بينجامن.. لم صمت هكذا فجأة!
التفت بينجامن لجُوش ثم قال بهدوء : ما كان يجب عليكِ الخروج من ذلك المنزل, فعاجلا غير آجل ستموتان معاً..
لم تفكر آيمي بنفسها فهي تعلم مصيرها مع بينجامن, لكن ما كان سبب اتساع عيناها وفاجئها أكثر وما زاد قلقها هو مصير رُونان المسكين, الذي كان بنيته العثور على آيمي لأنه أخيرا وجد شخص ما يشاركهُ المنزل وحياته.. أو بالأصح ( أنثـى )


تُقاطعه آيمي بخوف وغضب : ألستُ كنتُ أنا المطلوبة.. لما رُونـان!
أعطى بينجامن لآيمي نظرت الاستغراب والتعجب.. ثم فجأة ضحك سخريةً منها..
قال بسخرية : أنسيتِ أيتها الحمقاء؟ من يقترب من فريستي يكُون الفريسة التاليّة؟

شعرّت آيمي بالتجمد, وقفت هناك وهي في حالة الصدمة, وكأن هناك احدٌ صفعها دون توقعها ذلك.
ابتسم بينجامن بهدوء : لهذا لم أجعله يخرج لوحده فكما تعلمين.. علينا أكرام ضيفنا أم لم يعلمكِ رُونان ذلك همم؟

سقطت آيمي على ركبتيها وعيناها تغرّق, آيمي وكأنها مخنوقة : كُنت أود فقط حمايته..
أعطى بينجامن ظهره لآيمي, فقال مستفزاً لآيمي : أجل.. وهل تتوقعين من كائنٍ بشري مثله الصمود؟ نهايته اقتربت فكوني مستعدة
وضحك ضحكة المكر الهادئة..

ليُفاجئه قدوم آيمي مسرعةً له وكأنها تُحاول ضربه, استدار ليراها قادمةً له.. وهي تصرخ : لا تلمسه!!!!!!
بسرعة فائقة, مسك بينجامن قبضة آيمي وجعلها تسدير لهُ, ليمسك رقبتها ويدها خلف ظهرها, لا زال بينجامن متمسكاً بها
همس بينجامن لآيمي بعدما ضحك بسخرية : وهل تعتقدين أنكِ تستطيعين ضربي؟
ضغط بينجامن على رقبتها.. فشعرت آيمي بضيق تنفس, مسكت يدهُ وهي تحاول الإفلات!

بينجامن في أعماقه : دعينّا نرى إن استطاع ذلك المعتوه النجاة من آدريل....!




عند بَوابة الغابات , كان رُونان واقف هُناك بجانب سيارته, يشرب القهوة مُجدداً !
التفت رُونان وهو يقرأ اللافتة الصفراء " ( لا تقترب! ) " موقع جريمة صديقاهّ .


رُونان بهدوء : دعيني أخمن.. أنتي هُنا..
ثم باعماقه : لم..؟

فجأه, يسمع رُونان أصوات غريبة و مخيفة الوقت ذاته
يتلفت رُونان ويستدير ليعرف من اين هذه الأصوات؟

يُفاجئه صوت آدريل : هآه.. فريسة أخرى!
التفت رُونان لآدريل.. تفاجأ عندما رآهُ بل كان خائفاً, اتسعت عيّناه فقال بهدوء : ما هذا بحق الجحيم؟!!
آدريل بمكر : لا أصدق.. هل أنت ذلك المعتوه الذي تُصادقه آيمي؟
تفاجأ رُونان عندما ذكر اسم آيمي.. لا زال في صمته فهُو لم يرى هذا الكائن في حياته.
رُونان في أعماقه : أهذا بشر؟ أم جن؟ أم أنه نسج من خيّالي!
كان بيد آدريل فريسة وكانت فتاه صغيرة, بدأ يأكلها ليرى رُونان بعينه كيف يُمزق آدريل اللحم وهُو يبتلعه!
سقط رُونان جالساً, لم يكُن خائفا من المنظر المرعب بل من شكل آدريل المُخيف.. قال رُونان بهمس : أشعر وكأني رأيتُ كهذا المخلوق من قبل....
وقف آدريل عن الأكل.. فرمى الجثة وكان شكلها شنيع.
آدريل بمكر : لا أريد امتلاء معدتي فهناك مكاناً خاصاً لك أيها الشاب..
فضحك بمكر, يقوم رُونان بهدوء وهو ينظر إلى آدريل متعجب.
رُونان باستفزاز : وما أدراك, قد يكون لحمي غير صالح للأكل.

بدأ آدريل بالتحدق, آدريل في ذهنه : همم, يبدو أنه ليس سهلاً كما اعتقدت.
قفز آدريل ليسحق رُونان برجليّه, لكن بحركة سريعة وهادئة تحرك رُونان عن مكانه فلم يستطع آدريل سحقه.

بلمّح البصر, أتى آدريل خلف رُونان فمسك رقبته ورفعهُ إلى أعلى!
علامات الدهشة والصدمة على وجه رُونان, فهو لم يتوقع أبداً منه ذلك, بدأ آدريل بالضغط على رقبة رُونان وكأنه حاول خنقه, يحاول رُونان الإفلات منه, فضرب يده وجسده لكن آدريل كالصنم لا يشعر.
فقد رُونان الأمل فسلمّ نفسه لآدريل وأنفاسه تضيق, وتقل دقات قلبه,  نظر إلى وجه آدريل المُخيف فكانت عيّناه الصفراويتان تحدق بهُ, ولا زال الدم بفمه.

توّسعت أبتسامة آدريل المُخيفة وهو ينظر إلى رُونان , فحياتهُ بيده!
آدريل : لا.. بل هُو أضعف من الحشرّة نفسها!

رُونان في أعماقه : حسناً.. يبدو أنني طُعمٌ لهذا المعتوه..
لازال آدريل بابتسامته : قُل كلماتكَ الأخيرة حتى تُلحق أصدقائك الحَمقى!
أتسعتّ عيناه رُونان اندهاشاً وصدمة! هل أصدقائهُ كانوا طعاماً لآدريل؟! رُونان وعلامة الدهشة على وجهه : ه.. هـل أنتَ..
ليُقاطعه آدريل بجُنون : نعم! جميعهم الآن في معدتي ..
ضحك بهستيريّة ورُونان لا زال في صدمته يكادُ لا يصدق.. وهو يقول بهمس : جميعهم؟!
آدريل باستفزاز : لا عليكّ ستراهُم في الجحيم.....

يُقاطعه ما جرى, يدُ آدريل الذي مسك بها رقبة رُونان قُطعت من مكانها.
لتطايّر الدم مع الهواء, آدريل في حالة صدمة ومن شدة الآلم ضل صامتاً, ظنَ أنهُ من رُونان ورُونان لا زال في حالته مصدوماً لا يعلم ما الذي سيفعله, سقط رُونان أرضاً ليحاول أخذ أنفاسه بعدما كان على وشك موت خنقاً!

ليُقاطعه الصُوت المألوف بالنسبة له "سيّدي, آمل أني لم أتأخر عليك.."
التفتت رُونان مندهشاً ليعرف من صاحب هذا الصَوت؟ إلا أنهُ فاونكن خادمه وحارسه!
فاونكن واقف في مكانه بحالة مستقيمة, عيناهُ أصبحا حمراوان , وقبضة يده صلبة و مخالبهِ حادة, لونها أصبحت كالرصّاص بل أشدُ منها!
رُونان بأندهاش : ف.. فاونكن... !

ألتفت آدريل لفاونكن وهُو بحالة غضب وألم.. فقال بصدمة ! : مُستحيل..!!
فاونكن بنظرة حادة : مَر وقتٌ طويل..
آدريل بسخرية : أجل.. لم أتوقع قُدومك.
وقف آدريل بعدما كان جالسا : ستُعيد لي يدي أفهمت!

ضحك فاونكن بخفة وهدوء : آجل.. تعال خُذها إذا أردت ذلك.
ويمُد يده الرصاصيّة!

فجأة, أصبح آدريل خلف فاونكن تماما يَود التهامه, مسك فاونكن كتف آدريل وهو وراءه, فرفعه حتى أسقطهُ ووضع رُكبته على وجه آدريل!
دفعهُ آدريل ليَقوم ويأخذ بحصته كما قال لهُ بينجامن, وفاونكن لم يهاجم ابداً بل يَصد هجمات آدريل حتى يتعب ويبدأ فاونكن بالهجوم!
اشتد العرّاك بينهما, ولا زال رُونان على الأرض مُندهشاً من فاونكن!
رُونان في أعماقه : هل هذا فاونكن ؟ أم انه واحدٌ منهم؟!

قفز آدريل عالياً ليطعن فاونكن بيّده السليمة, لم يتحرك فاونكن من مكانه بل كان مبتسماً وآدريل على وشك إنهاءه!
عندما وصلّ آدريل إلى الأرض عمل حُفرة كبيرة من قُوة القبضة.
أختفى فاونكن فجأة, آدريل وهُو يأخذ أنفاسه, وبالهُ مُشتت فمرادهُ الوحيد الآن هو القضاء على فَاونكن!
يُفاجئه ظُهور فاونكن ليمسك رأسه وأسقطهُ أرضاً, الآن لا يستطيع آدريل التحرك أو حتى الهجوم, فَقدْ فقـدّ كل طاقته.
جلس فاونكن على آدريل ويُوجه يديّه كأنه ينوي طعنه!
فاونكن بَمكر : قًل كلماتكَ الأخيرة آدريل..
ضحك آدريل بقوة ثم أجاب بهدوء : بينجامن... سيكون سعيداً عند رؤيتك.. فكما تعلم
بدا على فاونكن الخوف والقلق.. ينتظر آدريل ليُكمل حديثه
آدريل : يَودُ سحقك كما سحقَ والداه!

رُونان باندهاش : ماذا؟
لم يطعنهُ بل سَحق وجهه فأصبح آدريل بلا وجه..
يأخذ فاونكن أنفاسهُ وهو مرتبك, يفُكر فيما قال آدريل.. فهو لم يقصد والدّاه فاونكن بلّ رُونان!

ليُفاجئه سؤال رُونان : فاونكن.. هل هذا أنت؟
التفت فاونكن إلى رُونان وثيابه مُلطخة بالدماء ويده كذلك, أنحنى فاونكن لرُونان : أعتذر عن تأخري كُدت أن تذهب سُدىً..

رُونان صارماً : من هذا؟ ومالذيّ يقصده؟!
أصبحت نظرة فاونكن حادة فهو لا يريد الإجابة على رُونان.. رد ببرُود : قصة طويلة.. هل تود الذهاب إلى المنزل؟
رُونان بغضب : لن ارجع إلى المنزل إلا أن وجدتها.. أخبرني مالذي يقصده!!!

أخفض فاونكن رأسه : كمـا تُريد .....














يتبع...