the poster

the poster
design by : maram alotaibi*

السبت، 11 يناير 2014

الفصل الرابع - الجزء الثاني


















غُرفة الدُوق رُوبرت والليّدي ماريا – منزل رُونان
1990م.


الليدي ماريّا وهي تحضنُ طفلاً في سريرها, وبجانبها زَوجها الدُوق رُوبرت.
كانّا سعيدين جدا للقاء طفلهما الأول, الليّدي ماريا بهدوء : سيَكون دُوقاً يوما ما..
فالتفتت إلى زوجها بابتسامة هادئة : كأبيه.
أبتسم الدُوق رُوبرت وهو يمسح على رأسِ طفلهما.. الدُوق رُوبرت بهدوء : اجل.. لكني أرى أنهُ يحمل جمال أمهُ..
أخفضت رأسها خجلةً.. والابتسامة لا زالت على وجهها , طُرق الباب فجأة فردّ الدُوق رُوبرت : تفضل !
دخل فاونكن عليهما وهو منحني : سيّدي, هُناك شخصا يودُ رؤيتكَ في الأسفل.

ابتسم الدُوق : حسناً.
قبلّ رأس ولدهِ ورأس الليدّي, فقال بهمس : سأعودُ حالاً ..
ابتسمت الليدي ماريّا وهي تنظر إلى عينيّه .. أجابت بهمس : كُن حذراً عزيزي..

قام ليخرّج من الغرفة فأصبحت كتفه بكتف فاونكن.. فقال في ذهنه : احرسهّما.. أشعر بشيئاً مُريبا سيحدث.
اخفض رأسه وكأنه يردُ على سيده بـ"حاضر"!

أغلق فاونكن الباب ونزل الدُوق رُوبرت ليرى ضيفه.
إلا أن ضيفُه جالساً على الكُرسي , جلسة غير مُهذبة في منزل الدُوق!
أستغرب الدُوق من وقاحة هذا الضيف, كان وراءهُ عندما التفت لهُ الضيف بدأ برؤيته ملامحه.. ولكنه كـان "بينجـامن" !
الدُوق رُوبرت : ما الذي أتى بك إلى هُنا؟
بينجامن بسخرية : أوه, أعذرني.. فنسيتُ أن هذا منزلّ صديقي ليس الدُوق!
ضحك الدُوق بخفة فأجاب ببُرود : أجل.. فأحسن سلوكك لأن هذا المنزل ليس من مقامك وكما تعلم!
نظر بينجامن إلى الدُوق بنظرة حادة وعصبيّة.. فقد استفزّه .
قام بينجامن من مكانه وهو يتنهد .. : ااه.. سمعتُ أنك رُزقت بطفل.. متشوق جدا بأن أراه كأبيه
أبتسم الدُوق فجلس مُقابلاً لبينجامن .
فقال بينجامن فجأة : أحمق!
ضحك الدُوق فرد بهدوء : هل أتيت هُنا لاشمئزازي أم أنك ستحذرني وكالعادة.. تحذيراتك باطلة.
بينجامّن بمكر : لا.. أردتُ أن أودعك
أندهش الدُوق من إجابة بينجامن الغريبة.. صمت لينتظر بينجامن يُكمل حديثهّ!
بينجـامن بمكر : سألتهمُ لحمك هذهِ المرةَ يا رُوبرت وأنا لا أمزح في ذلك!
ضحك الدُوق بشدة ساخراً من بينجامن : هااهّ, ماذا؟ أنت؟ أوه أرجوك.. وكيفّ ستفعل ذلك وأنت تعلم أن لديّ حُراس يستطيعون ردعك..
ثُم بهدوء : لا أبالي أنت كُنت أبن الشيّطان نفسه!
أتسعت عينّاه بينجامن ليس اندهاشاً بل جُنوناً, فضحك بحالة هستيرية أرعبت الدُوق قليلاً
بينجامِن : ومن قال أني سألتهمُ لحمك أنت؟! هاهاهاها!!
استغرب الدُوق من ردة فعل بينجـامن, فكانت نيتهُ اشمئزازهُ!

ليسمّع الدُوق صُراخ زوجته فجأة!!
أندهش الدُوق ثم التفت خلفه وهوُ يصرخ : مــاريّاااا!!!
بينجامن بابتسامة المكر المُخيفة : هذا ما كنتُ اقصده!

أتى الدُوق ومسك رقبة بينجامن ثم قال : مالذي تقصده؟ مـاذا فعلت بها؟!
اخذ بينجامن بقبضة الدُوق وأنزلها.. ثم قال بهدوء وسخرية : لا أستطيع أخبارك.. فحتى لو كنتُ ابن الشيطان نفسه فلستُ من مقامك أيهُا البشريّ الأحمق..
أتسعت عيّنا الدُوق مُتفاجأ ومندهشاً من بينجامن, فتركه وأسرع للحاق على الليدّي ماريّأ للاطمئنان عليها..
بينجامن في ذهن الدُوق : قابلنيّ في الطريّق الصامت أن أردت أخذ الثأر بزوجتك وأبنك.

وقف الدُوق في طريقه منصرما..  واقف كالجماد يكادُ لا يصدق ما يّراه أو ما يجري بالضبط..
لكن بالرغم من ذلك أكمل مساره ليطمئن على زُوجته..

فتح الدُوق الباب ليرى زُوجته على الأرض مقتولة, وهي تنزف دماً لازالت على قيد الحيّاة لكنها لن تدوم طويلاً.
أسرعّ الدُوق لنجاة زُوجته, صرخ باعلى مالديه : ماريّااا!! هل أنتي بخير؟!
حمل الليّدي وهو ينتظر منها الإجابة, وهي تحتضر : رُو.. رُونان!
الدُوق باستغراب : ماذا؟
الليّدي : شخصاً ما يريدُ رُونان..
الدُوق وهو يمسك يدهُا : أعلم وفاونكن سيُرجعه, أرجوك أصمدي لا أريد خسارتك!
ابتسمت الليدي ثم قالت بهدوء : أنت تعلم أنني إذا نزفتُ كثيراً لا أستطيع الرجوع, حتى لو بدلت بدمٍ غيره..
الدُوق وعينّاه تغرق : ألا هُناك وسيلة غير ذلك..
أغمضت الليدي عينّاها : لا...
أخفض الدُوق رأسه وعينّاه تنهمر.. الدموع تتساقط على وجهُ الليدي..
وضعت الليدي يدها بيد الدُوق.. فقالت بهدوء : أعلم فقط.. أنك أجمل شيءٍ في حياتي..
اندهش الدُوق ولا زالت عيناه غارقة, بكى ورأسه على صدر زوجته.. قال بهدوء : أنتي سعادتي.. أرجُوك لا تفارقيني!!
الليديّ وبدا عليها الذهّاب: كُن حذرا.. أهتم برُونان.. أحُبكَ...
ضَم الليديّ كثيراً ويكتم بكاءه.. ضّمها بشدة!!

.
.
.


فاونكن يركض خارج المنزل مُسرعاً, وبيده الصغير رُونان.
كان المَطر شديد والطقس قارص, أخذ سترته ليُلف بالصغير, معتنياً به جيداً فهو يتوقع نهاية الدُوق والليّدي في أي لحظة!
جلس تحت شجرة الكرز المُثلجة ويضمهُ بشدة حتى يُعطيه الدفء, يُفاجئه وجود آدريل أمامه.

آدريل بسخرية : يا إلهي انظروّا من هُنا.. فاونكن الغبي.
فاونكن قلق على الصغير فزاد في ضمهِ لهُ, وهو ينظر إلى آدريل بغضبّ..
أقترب آدريلّ إلى فاونكن, فقز فاونكن إلى أعلى الشجرة, أخذ بقطعة قُماش ليربط الطفل إلى صدره, حتى يكون في مأمنٍ معهُ.
فجأة آدريل خلف فاونكن : لن تهرب بهذا الصغيرَ مادمتُ حيّاً!
التفتت فاونكن لآدريل بابتسامة ماكرة : سنرى ذلك!

بدأ آدريل بمُحاولة قتل فاونكن لكنهُ لم يستطع ذلك.. فكان فاونكن أقوى منُه بكثير, لم يستطع آدريل الصُمود..
قال آدريل بغضب : يوماً ما سأبتلع شحمك أيها الأبله
ابتسم فاونكن فردّ بخفة..: أنا في أنتظارك!

أكمل فاونكنّ مساره, ليتفاجأ بوجود الدُوق رُوبرت على الأرض يحتضّر!
نزل فاونكن ليرآهُ مطعوناً وينزف دمه, مسك فاونكن كتفيّه وهو يناديّه : سيّدي.. سيّدي.. هل أنت بخير؟ أرجوك أجب!
رفعّ الدُوق رأسه .. أجاب بهدوء : ه.. هل رُونان معك؟
تفاجأ فاونكن فهما لم يسميانهِ بعد! .. فاونكن : أجل.. هو معي هُنا..
فتح فاونكن القُماش ليحمل الصغير ببطء, ويضعهُ بقرب من والده التي لديّه دقائق فقط ليتنفس بها..
ابتسم الدُوق وهو ينظر إلى ولده.. قال بهمس : سنراكَ تكبر لكن لن ترانا يا عزيزي..
قَبل رأس أبنه.. تابع : كُن حذراً..
اخفض الدُوق رأسه.. : فاونكن.. أعتنِ به جيداً, أملاكي ستكون بأسمه.. أجعلهُ أكثر من دوق.. أجعله رجلاً..
نظر فاونكن إلى الدُوق بنظرة حزينة.. فاونكن : لا تقلق.. ستنجو فهي ليست عميق....
ليُقاطعه ردة فعل الدُوق.. وضع يده على كتفه مُبتسماً.. الماء والدماء كانا يُغطيان جسده فنعم.. كان البرد قارص والسماء تمطر .
الدُوق بهدوء : لن تستطيع.. أعتنِ بالصغير من أجلنا.. أرجوك...
فسقط على كتفِ فاونكن.. وفاونكن في حالة صدمة.. بدأ الصغير بالبكـاء , وقطرات الدم تُلامس جبينه..
ضمَ فاونكن الدُوق وبدأ بالبُكاء صمتاً..






رُونـان : إذاً.. هكذا كانت نهاية أبواي؟
فاونكن بهدوء : أجل.. في الواقع أنا لستُ بشريّ فكما تعلم أنا كائن كهذا القذر لكني على هيئة إنسان.. إن كنت تريد رؤيتي على هيئتي الحقيقية فلا أمانع ذلك!
رُونان بسخرية : لا أرجوك.. أحببتُ شكلك هكذا ولا اريد أن أكرهك..
ثم فجأة ببرود : هل تستطيع تحديد موقع آيمي؟ .. والأحمق ؟
استغرب فاونكن ثم رد : ولم أنت مهتم ببينجامن؟
رُونـان بغضب : سأخذ الثأر بوالديّ, ولن أجعله يعيش ما دمتُ حياً!
ضحك فاونكن بخفة ثم قال ببرود : هُو ابن الشيطان يا سيدي.. لا أعتقد انك ستستطيع الصمُود أمامه.. فآدريل كاد أن يلتهمك وهو مجرد وحشٌ هائج.
رُونان بإحباط: آه.. اجل.. هل بإمكاننا الآن الذهاب؟ وأنت ستتعامل معه أليس كذلك؟
فاونكن بابتسامة : لا عليك.. سأفعل ما بوسعي لحمايتك, فهذه كانت كلمات السيّد رُوبرت الأخيرة..
رُونان : أنت لست كحارسي فقط فاونكن.. أنت بمثابة أبي وكما تعلم..
تفاجأ فاونكن فلم يصدق أن يخرج من رُونان هذه الكلمات, لأن عاش معه وهو صارم !
رُونان : الآن دعنا نذهب لحماية آيمي..
ابتسم فاونكن فانحنى لسيده : وكما تأمر









تمت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق