the poster

the poster
design by : maram alotaibi*

السبت، 11 يناير 2014

الفصل الثالث










ما وراء مدينة ""Towns Hill
عواء الذئاب في كُل مكان.. القمر مُضيء والنجومّ تتلألأ.

وسط تلك الغابات المُظلمة.. كان جاك هُناك
مربوطاً بالسلاسّـل فاقداً وعيّهُ..

صَوّتُ البومة أفاقته.. فتح عيناهُ بخفة, وكأن عيناهُ ترفض أن تفتح!
يُحاول استيعاب المكان الذي هُو فيه..

جاك بهمس.. يكادُ الشخص أن يسمعه : رأسي يؤلمنُي..
كان نائماً على جنبّه.. فنامَ على ظهره, رفع رأسه ليرى البُومة التي أزعجته.
جاك يُحدق بها.. وعينيهِ شبه مغلّقة, والبومةَ تحدق به كذلك, حاول جاك أن يجلس لكنهُ أدرك أن
السلاسل تمنعه من ذلك, فهي تربطُ يديهِ ببطنه وبشدة.


جاك بهمس: يا إلهي.. من فعل بيّ هكذا؟
ففجأة.. يسمع خطوات شخصاً ما قادماً إليه, خطوات هادئة.. ناعمة!

"إذاً.. جاك, أخبرني ماذا فعلت الليلةَ البارحة؟"
رفع جاك عينيه ليرى ذاك الشخص الذي فاجئُه بسؤاله الغريب..
جاك بصوت منخفض جداً: لا أذكر جيداً.. ومن أنت؟

انحنى ذاك الشخص لجاك.. فأمسك شعرهِ ورفعه إلى أعلى
تألم جاك كثيراً لأنه مسكه من شعره والسلاسل المشددة تُؤلمه كذلك!

عندما فتح بصريّه.. ليدرك الشخص الذي أمامه.. إلا انهُ "بينجامن"
بينجامن ونظراته المخيفة وابتسامته الماكرة لازالت على وجههِ.. شدّ بشعره فآلمهُ..
 بينجامن بهدوء:
هل أنتَ مُتأكد جاك؟ لأني أعلم ماذا فعلتَ الليلة البارحّة..


لازال جاكّ يتألم.. أغمضَ عيناً وفتح عيناً أخر بخفة.. وهو متعجبا !
فدفعه بينجامن إلى الشجرة واصطدم جاك بها.. سقط مُتألماً وهو يأخذ أنفاسهُ بسرعة!
بينجامن وهو يتقدم إليهِ: ههّ.. هل تعتقد أنني سأتركك بهذه السهولة تهرب؟

لم يستطع جاك التحدث أو حتى التحركّ, رفسّ بينجامن بطنَ جاك بقوة!!
ضحك بينجامن بحالة هستيرية وهو يقول : أحمق.. بل أشدُ من الحماقة هاهاهاها!!

رفع جاكَ رأسهُ وهو يتحدث بهدوء وخوف! : قُل لي ماذا فعلت ولكَ ماتريد!
وقف بينجامن صامت كالجمّاد! فقال بتفكير : ما أريد؟ أيّ شيء؟
جاك : أيُّ شيء!!

توسعت ابتسامة بينجامن وبرزت انيابهِ المُخيفة, ونظراته المُرعبة, تفاجأ جاك عندما تغيّر لونّ عيني بينجامن.. ارتعش خوفاً..
أتى بينجامن ورفعهُ من السلاسل المربوطة بيديه.. وجاك يتألم!
فابتسم بينجامن: ما رأيك جاك.. أن نلعب لُعبة؟

لازال جاك في نظرته.. متعجباً من نظرات بينجامن لهُ
جاك باستغراب: لُعبة؟

بينجامن بمكر: أجلّ.. أعشقها عندما ألعبها مع أشخاصٌ مثلك!
ثم بدأ بينجامن بزحف جاك إلى الشجرة, السلاسل تؤلم جاك في كل حركة يقوم بها بينجامن..

أخذ بينجامن بالسلاسل و ثبتها على غصن الشجرة, هي عالية قليلاً عن القاع,  كان جاك مغلق العينين ومتألما.. عندما خف الألم فتح بصريّه.. وجد نفسه في مكاناً عاليا.وبدا عليه الاستغراب والحيّرة!

بينجامن بكل هُدوء : إذا جاك.. ألن تخبرني ماذا فعلتَ ليلة البارحة؟
غضب جاك قليلا فرد بصوتٍ عاليٍ: وما أدراني أيها الأحمق.. أتراني في حال جيّد؟ تسألني ماذا فعلتُ ليلة البارحة؟!
ابتسامة بينجامن الماكرة لا تفارق وجهه. . فرد ولازال بهدوئه: حسناً.. من أعزُ الناس إلى قلبك؟
تفاجأ جاك إلى ان اتسعت عيناه.. جاك بخوف : ولمَ تسأل؟

التفت بينجامن وهو يضحك بخفة : دعني أقول لك شيئاً عزيزي.. قد أكونَ أحمقاً ولكن ليس من النوع الذي تعقده..
جاك والعرق ينزل من جبينه : ماذا تقصد؟

مرتّ لحظات قليلة.. رد بينجامن ببرودة تامة, وبنفس الوقت ظهر آدريل ومعه فتاة شقراء جذّابة, بشرتها بيضاء ناعمة, شعرها يصل إلى أسفل كتفيها..

بينجامن: كهذهِ.. هل تعرفها؟
عندما دقق في ملامحها, اتسعت عيناهُ مصدوماً, فهذهِ حبيبته وصديقته الذي لا يستطيع العيش دونها, كانت مع إحدى أصدقائه الذين اتفقوا أن يتقابلون في المتحف.

جاك يصرخ: أتركها.. أن فعلت شيئاً بها صدقني سأمزقك إرباً!!
وهو يتحرك يحاول الإفلات من هذه السلاسل لإنقاذ حبيبته.. لكن السلاسل تؤلمه فلا يستطيع الحركة بعدها

بينجامن بهدوءٍ تام.. : مسكينٌ جاك, هل تعتقد أنها كان فعلا بانتظارك في ذلك المتحف؟
نظر جاك إلى بيجامن بخوف واستغراب.. قلقاً على حبيبته أن يفعل بها شيئاً..

بينجامن : بل كانت تتسكع مع أصحابك الذيّن خدعوك.. كانوا يريدونك أن تبتعد لأنك كنت غريب الأطوار بالنسبة لهم..
جاك مندهش.. وعيناهُ تغرّق, أكمل بينجامن حديثه: لذا.. هي كانت الوحيدة التي نجت من هؤلاء.. أرى انك تدين لي بمعروف جاك..
ثم التفت إلى آدريل: ما رأيك آدريل همم؟

ابتسم آدريل: هه أجل.. لم أشأ أن أجعل هذه الفتاة تكون ضمن القائمة
ثم ضحك الضحكة المخيفة ..

جاك يصرخ فجأة وعيناه تنهمر : ماذا فعلتم بأصحابي؟!

استغرب آدريل لردة فعل جاك.. ثم رد باسلوب وقح : يالك من معتوه.. أهكذا تردُ لنا الجميل؟
ضحك بينجامن قليلا : أوه آدريل.. أرجوك.. لا تلمهُ فليس بغريبٍ جدا من غريب الأطوار كهذا..

ثم ابتسم وأكمل حديثه وكانت أنيابه بارزة: هل تودُ أن تلحق بهم جاك؟
تفاجأ جاك وتوسعت عيّناه..
التفت بينجامن لآدريل.. : آدريل.. هل بإمكانك أن تُريَ جاك مهاراتك؟
توسعت ابتسامةُ آدريل وهو يقول : بكل سرُور..

اخذ آدريل رأس الفتاة من شعرها ورفعها إلى أعلى..
بدأ جاك بالصراخ والحركة : لا تلمسها أيها المعتوه!! أتركها.. أتركها أرجوووك!!

نظر آدريل إلى جاك وهو يبتسم ابتسامة المكر المخيفة..
ثم فجأة, بدأ بطبق يداه فأنفجر رأسها!
بنفس الوقت جاك يصرخ بأعلى مالديه : لاااا!! تيفاني!!!
وبدأ بالبكاء والصراخ وهو يناديها ..

آدريل لبينجامن : هل هذا يرضيك, بينجامن؟
بينجامن بمكر : جداً..

بصريّ جاك تحدق ببينجامن.. يحاول جاك ان يقتله بنظراته الغريبة!
جاك ببرودة وغصب: صدقني.. بأنني سأمزقك

ضحك بينجامن كثيراً : أجل.. مُرادك في الجحيم أيها التافهه..
استدار وبدأ بالمشي.. عندما لامست كتفه كتف آدريل.. بينجامن في ذهن آدريل :اقضِ عليه..

فاجئه جاك برده : إلى أين أيها الجبّان.. تجعل حارسك الذي يقتل وأنت تشاهد فقط.. يالكَ من معتوه جبان
تعال وآرني ما لديك.. أم انك خائف تهرب كالجبان!!

توقف بينجامن في مكانه.. تفاجأ آدريل من رد جاك وجُرأته!
آدريل بخفة: هل جُننت..

بينجامن يرفع يدهُ مقاطعاً لآدريل..: إذهب ودعنا لوحدنا قليلا..
آدريل : ل..لكن
بينجامن : اودُ فقط المحادثة معهُ..
اخفض آدريل رأسه: كما تريد
( ورحل مع حركة الرياح )


ابتسم بينجامن ابتسامة المكر المخيفة : دعنا نكمل لُعبنا يا عزيزي !
.
.










في منزل رُونان..

كلٍ من رُونان وآيمي يأكلان العشاء, كلاهما متقابلين
نظرات رُونان لا تفارق آيمي.. يراقبها وهي تأكل بخفة..
عندما لاحظت آيمي نظرات رُونان تفاجأت.. فحمرتّ خديها و أخفضت بصريّها خجلة..
فقالت بهمس-: لم تنظر إليّ هكذا..

ضحك رُونان بهدوء.. نظرت إليه باستغراب لما يضحك هكذا..
اجاب مبتسما : أنا سعيدٌ فقط.. 
كادت أن تسأل آيمي سبب سعادته فقاطعها : لا تسأليني لما..
أخفض رأسه وهو يكمل طعامه

آيمي تنظر إلى طبقها مُستاءة, لازالت قلقة بما قاله جُوش لها
آيمي في أعماقها :" ألا زال يبحث عني ؟
ماذا لو وجدني عند رُونان يرعاني.."
ثم نظرت إلى رُونان بقلق.. : "عليّ الهروب من منزلّه.. حتى لا ألحق به الأذى.."

قامت آيمي لتخرج من الغرفة.. وبنفس الوقت يقف رونان من مكانه ليسأل آيمي : أين أنتي ذاهبة؟
آيمي عند الباب : سأذهب لارتاح قليلا اشعر بقليل من التعب.
أدهش رُونان ابتسامتها البريئة والهادئة وهو يتساءل.. : ما بها ؟

أغلقت آيمي الباب خلفها حتى لا تعطي رُونان مجالاً للجدال لا تريده أن يعرف سرّها.. أو سر ذلك الشخص الذي يُلاحقها..

آيمي وفي طريقها إلى الغُرفة الذي نامت بها ..
بصرها للأرض وهي تسير.. تتحدث في أعماقها : "لا أريد الذهاب لأي مكان.. لأنني اشعر بالراحة والطمأنينة هُنا..
لكن لا أريد أن يعلم بينجامن أن رُونان وجدني هنا , أعلم ما مصير رونان بعد ذلك ولا أريد لهذا المصير أن يتحقق.. قبل أن يصبح هذا مصيري أنا أيضا.. فإنني لا أتحمل أن أراهُ يتعذب."

فاجئها صوت السيدة ميري وهي تحمل سلة الملابس, تبدو متعبة لأن السلة كانت ثقيلة عليها..
أتت آيمي وهي تخاطبها : أتريدين المُساعدة سيدتي؟
استغربت السيدة ميري لطلب ايمي للمساعدة, لكن سرعان ما تغير رسمةً وجهها إلى الابتسامة رغم ثقل تلك السلة
السيدة ميري : شكرا عزيزتي لكن يمكنني حملها..
ايمي وهي مصرة على المساعدة : دعيني احملها معكِ حتى أُقلل من عبئها!


اندهشت السيدة ميري لإصرار ايمي على مساعدتها في حمل هذه السلة, فابتسمت وأعطتها جزءاً من السلة لتحملها معها, مسكت ايمي الجانب الآخر من السلة ورفعته قليلا عن السيدة ميري حتى حملتها كُلها عنها, سرتّ ايمي لتضع السلة في غرفة الملابس لكن يُفاجئها ردة فعل السيدة ميري : ارجوكِ يا عزيزتي دعيني احملها معكِ
اندهشت السيدة ميري من ابتسامة ايمي الهادئة, جلست السيدة ميري تتأمل ابتسامتها لتسمع ايمي : لا بأس.. فلا أراها عبئاً عليّ أبدا..

أخذت ايمي السلة لتضعها وترتب الملابس معها.. لا زالت السيدة ميري مستغربة, مندهشة! لأنها لم ترى مثل طيبة ايمي من قبل, او بالأحرى لم تعامل كطيبتها منذ أن ماتا والدا رُونان.

بعدما انتهت ايمي من تصفيف الملابس وترتيبها, لم تستطع السيدة ميري رد الجميل لآيمي فانحنت لها , استغربت ايمي لما هذا الانحناء؟ فلم تشعر بشعور الاحترام والتقدير من قبل.

السيدة ايمي وهي في وضع الانحناء : أوه صغيرتي لا اعلم كيف أشكركِ على مساعدتكِ لي, فكما تعلمين أنا أصبحت عجوزَ و ..

قاطعها ردة فعل ايمي وهي تمسك بيد السيدة ميري وتجعلها تستقيم في وضعها.. ايمي مبتسمة ويدها بيد السيدة ميري : أرجوك لا تشكريني.. بل هذا واجبي اتجاه امرأة قديرة مثلكِ

تفاجأت السيدة ميري للطف آيمي لها.. فتركتها آيمي ذاهبة إلى مكانٍ ما..
السيدة ميري في أعماقها : " عجبا.. لم أرى فتاة بهذه الصفات, هي تذكرني بالليدي ماريّا.. كأسلوبها ونظراتها.."
ثم ابتسمت وهي سعيدة جدا.. أغمضت عينيها للحظة وهي تقول : آمل أن تُسعدي السيد رُونان.
وقفت ايمي في مكانها وهي متفاجأة.. التفتت آيمي للسيدة ميري وهي تنتظر منها أن تتابع حديثها..
السيدة ميري وعينيها تغرق : فمنذ أن تُوفيّا الليدي ماريّا والدوق رُوبرت لم يذق طعم الحنان والطمأنينة من قبل.. حاولنا أنا والسيد فاونكن إعطاءه هذا الحنان الذي فقده منذ سنين طويلة..

آيمي وعيناها تغرّق مندهشة.. أكملت السيدة ميري حديثها : حاولنا.. لكن لم نستطع أن نذقه ذلك الطعم.. لكن منذ أن آتيتي لم نرى تلك البهجة والفرح على وجهه..

لازالت ايمي في نظرتها ووقفتها.. ذهنها كلها برُونان, أفكارها تلاشت فبعدما قررت الرحيل وقفت لتفكر إما البقاء لإسعاد رُونان.. وإما الهُروب للحفاظ على حياة رُونان!

السيدة ميري ويدها مشبوكتين وهي على وشك البُكاء.. أخفضت رأسها : علمنا أنكِ ستهدينه ذلك الحنان.. أرجوك.. امنحي لسيد رُونان هذا..
ردت ايمي وهي مبتسمة : لا تقلقي آنستي.. سأعتني به جيدا.

ابتسمت السيدة ميري فمسكت بيد آيمي وهي تهمس لها : أرجوكِ..
تركتها ايمي مبتسمة وأكملت مسيرها إلى غُرفتها.. 

في طاولة الطعام.. رُونان ينظر إلى طبقه وطبق آيمي, هُو لم يكمل طعامه منذ أن تركته آيمي في هذه الغُرفة.
السيد فاونكن خلفه تماما.. يبدو على رُونان الحيرة.. استغرب فاونكن لأن رُونان لم يكمل طعامه..
فسأله قائلا: سيدي, ما بك؟

رُونان بغضب : تبا يا فاونكن.. لم تركت الطبق وذهبت.. ألم يُعجبها الطعام؟ هل أخطأ بيري في شيء؟!
" بيري هُو اسم الطباخّ "
السيد فاونكن بهدوء: لا اعتقد ذلك سيدي, لكن يبدو على الآنسة آيمي أنها قلقة لشيءٍ ما..

التفت رُونان مُستغرباً, فرد وبصرهُ إلى السيد فاونكن: من ما؟

السيد فاونكن مُبتسما : لعلي أسال السؤال ذاته, هل تودُ مني أن اسألها؟
شبك رُونان أصبعيه واتكأ عليها, فرد بابتسامة : ليس هناك داعٍ لذلك فاونكن, دعني أقوم بهذا الواجب.
أغلق السيد فاونكن عينيه بخفة مُبتسما : كما تُريد سيدي..

قام رُونان من مكانه وفي طريقهِ إلى الباب ليخرُج التفت رُونان لسيّد فاونكن : أوه و فاونكن!
انتبه فاونكن لرُونان فهُو ينتظر أوامره .

رُونان بابتسامة : أجعل ساندي تُرتب هذه الفوضى.
فخرج وأغلق الباب خلفهُ.
" ساندي هي الخادمة التي تهتم بتنظيف البيت. "

رُونان وهو يمشي وباله مشغولٌ بآيمي.. قال في ذهنه : أصبح تفكيري منشغل بها.. يا تُرى, أهذا ما يدعى بالاهتمام؟

فاجأهُ وجود السيدة ميري وهي في طريقها إلى غُرفتها.. أدهشها سؤال رُونان المُفاجئ: السيدة ميري, هل رأيتِ آيمي؟
ابتسمت السيدة ميري وهي ترد : نعم يا عزيزي, هي في غرفتها الآن.
شعر رُونان بالاطمئنان بعدما كان قلقا بها.. فرد بهدوء : كيف حالها ؟
دققت السيدة ميري في ملامح رُونان.. فهي لم ترى ذاك الوجه المهتم والقلق.. ابتسمت : هي بخير.. بإمكانك الذهاب إليها فهي لم تنم بعد..
فاجئها ابتسامة رُونان الهادئة وهُو يشكرها : شكرا لكِ ميري, لولاكِ لما أصبحت بهذه الراحة والطمأنينة.
فأكمل مسيرهُ إلى غُرفة آيمي, السيدة ميري لازالت واقفة في مكانها مُتفاجأة, وعيناها تنهمر سعيدة..
نظرت إلى الأسفل مبتسمة : حقاً, آمل أن تكوني فخورة, ليدي ماريّا.

في الغرفة التي آيمي موجودةُ بها, تفكر في خطة لتهرب من المنزل..
فأصبحت تتحدث إلى نفسها بهمس: " الهرب من المنزل أمرٌ سهل لا داعي للقلق به, لكن ماذا أقول لرُونان.. هل اخبره بالحقيقة أم اكتب له ورقة تدلُ على ذلك؟"

ثم فجأة, تهبُ رياح خفيفةٍ باردة.. تحيط بآيمي في كل مكان.
آيمي تمسك بذراعيها وكأنها شعرت بالبرد, فأخذت باللحاف لتدفئ به, آيمي بتذمر : يا إلهي إن البرد قارصّ.

فاجئها ظهُور جُوش المفزع, وهمساته المخيفة: ألم تعتادي على هذا الأمر يا آيمي؟
تفاجأت آيمي لوجود جُوش هُنا.. فقالت قلقة : ماذا الآن لما أنت هُنا؟!
جُوش بإبتسامة : ماذا, ألم يُعجبك زيارتي هذه المرة؟ أتيت هُنا لأحذرك فقط..
قاطعته آيمي : أعلم وأنا أخطط للهرُوب من هذا المنزل!
استغرب جُوش لخطة آيمي.. فأكمل حديثه : يا فتاه, دعيني أتابع فقط.
صمتت آيمي للحظة وهي تنتظر من جُوش الحديث.. آيمي في ذهنها : " يا إلهي ماذا يخطط بينجامن الآن؟"
جُوش بابتسامة ماكرة : إن بينجامن قريبٌ من هُنأ..
اتسعت عينا آيمي مُتفاجأة, صامتة في مكانها, كالجماد لا ردة فعلٍ لها.. لا تعلم ماذا ستفعل فتشتت أفكارها وخططها أصبحت كأنها جاهلة لا تعلم لما هي هُنا.
جُوش وهو يحدق بها : لديك آمرين .. إما أن تتابعي الهُروب وإما أن يكون هذا المنزل قبركِ.
آيمي تصرخ : أين هُو بالضبط!!
جُوش مغمض العينين : عُذرا, لا استطيع البوح بهذا فكما تعلمين..
ثم فجأة بابتسامة مُخيفة : انهُ يتتبع تحركاتي .
تفاجأت آيمي فردت : هذا يعني.. أنه يعلم أنني هُنا؟
جُوش بسخرية: يعلم؟ هاه! بل يراكِ أينما ذهبتي!

أخفضت آيمي رأسها وبدا على وجهها الحيرة والتساؤلات..
ابتسم جُوش بمكر فرد : أنا هُنا لتحذيرك فقط.. عليك الهرُوب قبل فوات الأوان..

ثم أختفى بحركة هادئة, وفتحت شُباك النافذة فجأة فبدأ الثلج يدخل الغُرفة, ولازالت آيمي في مكانها تبكي!
آيمي في ذهنها : " يا إلهي.. أنهُ قريب!!"

يُفاجئها صوتُ رُونان وهو يطرق الباب : آيمي.. هل بإمكاني الدخول؟
ثم فجأة.. أغلق الشباك وكأن شيئاً لم يحدث!!.. آيمي تُحاول مسح دموعها بُسرعة فردت بخفة : تفضل.

دخل رُونان وهو مبتسم.. فوجد آيمي على سريرة جالسة ويبدو على وجهها القلق. فابتسامتها تُوحي بذلك.
جلس رُونان بجانبها : هل أنتي بخير؟
آيمي بسخرية : هههه بالتأكيد أنا بخير و ما الذي يجعلك تقلق كهذا!
أخفض رُونان بصريه ثم استدار مُبتسما : لا.. أريد الاطمئنان فقط.
تفاجأت آيمي ثم ردت : لما!
صمت رُونان للحظة.. أبتسم وهُو يرد على سؤالها : لا أعلم آيمي ولكن أشعر أنك بدأتِ تصبحين شيئا مُهما في حياتي.
اندهشت آيمي بما سمعته من رُونان وحمرّت خديها خجلا!
رُونان : لهذا واجبٌ مني أن آتي وأطمئن عليك.. أليس كذلك؟
آيمي بهدوء ولا زالت خجلة : امم.. نعم هو كذلك..

تأمل رُونان في وجه آيمي وهي تبتسم خجلة.. فإبتسم رُونان من تلقاء نفسهِ, فلم يشعر بهذا الدفء والسعادة من قبل.. عندما شعر وايقن بما هو فيه, وقف ليخرج من غرفتها: أعتذر آيمي إن أحرجتك في شيء فكما قلت لكِ.. أودُ الاطمئنان فقط

وقفت آيمي وهي في طريقها إلى رُونان.. تابع رُونان حديثه وهو يمسك قبضة الباب ليخرج :
أتمنى لكِ ليلةً س...
يُقاطعه ويُفاجئه في الوقت ذاته عناق آيمي له, فكان عناقها له من الخلف.. غرقت عيناها فبدأت ضمه بقوة وهي تبكي.. لازال رُونان في وقفته وهو متفاجئ, لا يعلم ما سيكون ردة فعله حيال ذلك..
آيمي وصوتها يتقطع مع  كُل شهقة : شُكرا.. رُونان.. على كُل شيء.
ابتسم رُونان وهو يغمض عينه ليشعر بما تشعر به.. ظن أن هذا بُكاء الفرح فوضع يده بيدها..
رُونان ويبدو على صوُته الحزن: أيمكنني سؤالك؟
تفاجأت آيمي من صوت رُونان وردة فعله وهي تنتظر منه السؤال..
رُونان وعيّناه تمتلئ : هل الحُب يتقبل الشكر ؟
أتسعت عينّا آيمي اندهاشاً من سؤاله الغريب.. فلا تعلم ماذا سترد على سؤاله!
رُونان مغمض العينين : إذا الجواب هُو نعم.. طابت مسائك آيمي.
فتركها وأغلق الباب خلفه .


سقطت آيمي على ركبتيها وهي تتابع البكاء.. فبدأت بضم نفسها وهي تشهق لا تعلم ماذا ستفعل !
آيمي في ذهنها : رُونان... أنا آسفــة!

رُونان خلف الباب وبصرهِ إلى اسفل وعيناه تغرق تكاد أن تدمع.. بدأ بمسك قبضته بقوة.
رُونان في ذهنه: عِناقها... أجمل شيء وقع في حياتي...!!



في جانب آخر..
خلف تلك الأشجار المُخيفة, لازالت البُومة تُحدق فهي تتضوّر جوعا تبحثُ عن شيئا لتأكله.
بينجامن بحالة هستيرية وهو ينظر إلى جاك يحتضر.

بينجامن بابتسامة ماكرة مغمض العينين : إذاً.. ألن تخبرني ماذا فعلتَ ليلة البارحة ؟
جاك وفمه مُلطخ بالدم وفقد عينّه اليُمنى.. يدهُ مكسورة بل العُروق تظهر كأنها أحبال ممزقة، نعم أنفصلت ذراعهِ عن مفاصله!
ورجليّه مقطوعتان.. فقد كثيرا من الدم فها هُو يموت ببطء..
جاك وعينيه الشبه سليمة لبينجامن : سأخبرك ذلك في الجحيم أيها المعتوه!

ضحك بينجامن كثيراً فرد : أوه يا جاك كم أنت مُسلٍ جدا..
التفت بينجامن إلى البومة التي طيلة وقت التعذيب تحدق بهم..  ضحك بينجامن فقال بمكر : إنني أود التهامك لأتمتع اكثر لكن يبدو أن هُناك ضيفاً معنا.. وتعلم علينا إكرام الضيف جيداً صحيح؟
نظر جاك إلى البومة التي تغيّرت لون عينيهّا فجأة.. ضحك جاك فابتسم: أنا راضٍ بذلك.. أن ادخل في معدتها الصغيرة ولا أن أكون داخل جسمك القذر!

لم تُحرك مشاعره الميّتة, فلا زال سعيدا.
استدار ليتركه فرد عليه : حسناً جاك.. أراكَ في الجحيم أيها التافه
ابتسم جاك وأغمض عينيه: أنني انتظرك هُناك..
ضحك بينجامن بخفة فتركه.. قفزت البُومة إليه لتلهم ما تبقى من جسمه .



بينجامن وفي طريقه إلى سيارته.
آدريل خلفه : هل قضيتَ عليه؟
بينجامن بسخرية : وهل هذا سؤال أيها الأحمق؟
آدريل باستغراب: أوه.. لا فقط كنت أود التأكد!
بينجامن : أجل هذا ما يفعله الضُعفاء أمثالك..
استفز اسلوب بينجامن آدريل فكان آدريل وكأن يُود التهامه, ليظهر جٌوش خلفه يهدئ من روعه : تمالك أعصابك.. أنت تعلم أنه شديد ..
آدريل بغضب : ابعد يدك القذرة عنيّ !
بينجامن وهو يفتح سيارته : هيه آدريل..
ألتفت آدريل إلى بينجامن خائفاً !
ركب بينجامن سيارته.. فرد في ذهن آدريل : تركتُ ذلك الأبله يحتضر فاذهب وخذ حصتك..
ابتسم آدريل : يآآه.. شكراً!
فذهب مُسرعا ليأخذ فريسته..

بينجامن : جُوش.. هل أخبرتها؟
جُوش مبتسما : نعم.. ويبدو أنها ستهرب كالعادة.
ضحك بينجامن بخفة : لا بأس.. أينما ذهبت سأكون ورائها..
فزاد في سرعة السيّارة وانطلق !

جُوش في ذهنه : آمل فقط أن تستطيع الهرب.. قبل أن يفوت الآوان..
فذهب ليلحق بسيده.

















تمت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق