the poster

the poster
design by : maram alotaibi*

السبت، 11 يناير 2014

الفصل الرابع - الجزء الأول














في منتصف الليل, الأجواء هادئة في المدينة وفي القرى الريفية.
كان رونان يجلس على مقعده وبيده كُوب القهوة التركية, فكما نعلم هي المفضلة لديه.
وهو يشاهد التلفاز ليتابع الاخبار في مدينة تاونز هيل, تنهد فقال بهمس مخاطبا نفسه: آآه.. لا أريد قراءة الجريدة, سأتابع الأخبار هذه الليلة وغداً..
يُقاطعه صَوت الهاتف المنزلي, كان شكله غريبا فكان ذهبي اللون والجُزء الذي في سماعات الهاتف يحويه جلداً ناعما, هُو ثري.
رفع رونان السماعة بخفة : مرحبا, رُونان يتكلم.
ليرد عليه شابا صوته حاد : رونان يا صاح.. أين كنت ليلة البارحة؟
رونان بتعجب وسخرية : حزر أيُها الأبله؟ .. كُنت في منزلي بالتأكيد !
ضحك الشاب فرد عليه ساخرا : إووه لا تقلي أنك كنت تتمتع بمذاق القهوة ثانيةً؟ يا صاح يجب أن تغير روتينك!!
أغمض رُونان عينيه ورد مبتسما : بحقك مايكّل.. أهناك أجمل من مذاق القهوة؟
ثم فجأة بهدوء وعصبية : ما سبب اتصالك بي؟ ليس من عادتك أن تتصل..

" مايكل هُو إحدى أصدقاء جاك الذين تركوه في المتحف "

صمت مايكل للحظة فرد بعد تنهد : لا فقط.. أود أن أسألك هل رأيتَ جاك ؟ فمنذ يومين ونحن نبحث عنه.
استغرب رونان فرد بعد سكوت : هل تيفاني بجانبكم؟
مايكل : ااه.. إن تيفاني أيضا ليست معنا.. اختفت فجأة عندما كنا في ذلك المقهى
يبدو على صوُت مايكل الارتباك وهذا ما جعل رونان يقلق..
رد رُونان بهدوء : وهل كانت ثملة؟
مايكل : أممم.. في الواقع لم نشرب الكحول ليلتها.. ولكنها تصرفت بغرابة فخرجت لوحدها..
لازال رونان مستغربا وقلقا : همم.. هذا غريّب..
مايكل وصوته يوحي انه قلقاً : اجل.. أنا كنت أود فقط الاطمئنان عليهما.
رُونان بسخرية : ولما تعتقد أنك أذا أضعتهما تجدهما عندي!
ضحك مايكل قليلا : لا أعلم .. على كُل حال
قاطعه رُونان وهو يرد بخشونة وجديّة : لا تتصل بي إلا إذا كانت هُناك مشكلة كبيرة, فلعلهما مع بعضهما يستمتعان.. أتتذكر؟
فقالا في نفس الوقت : روميو وجوليّت!
ضحك مايكل فرد بهدوء : هذا يجعلني مطمئناً.. شكرا رُونان.
ابتسم رُونان مغمض العينين : على الرحب.. وتذكر
وصوته أرعب مايكل قليلا : لا تتصل بي إلا إذا كانت هناك مشكلة كبيرة
ثم أغلقه دون أن يعطي مايكل مجالا لرد .

ضحك مايكل فقال وهو يحادث نفسه مبتسما : يجعلني اطمئن دائما..
يُقاطعه صوت المذيع في التلفاز قائلا " مرحبا بسكان مدينة تاونز هيل, الأخبار المحلية : وقعت جريمة شنيعة ليلة البارحة ما وراء مدينة تاونز هيل.. شاب وشابة مَقتوليّن بطريقة مريبة وشنيعة. "

حدق مايكل بالتلفاز واستغرب وزاد ذلك قلقه .. فخاف أن يكونان أصدقائه!!
في التلفاز تم عرض صور المكان فكانت جثة تيفاني تُبين هويتها رغم أن رأسها ليس إلا هشيمة. ورجال الأمن يغطونها ليحملوها, وكذلك جاك.

اندهش مايكل لدرجة أن اتسعت عيناه وصغرت بؤبؤ عينه.. يكاد ألا يُصدق عينيه.. مايكل بهمس : مُستحيل!
فجأة يَرن هاتفه فرد دُون أن ينظر إلى الهاتف.. بصمت
ليسمع صُراخ رونان : أخبرني مالذي أراه بحق الجحيم! ألا يبدوان..؟
يُقاطعه صوت مايكل المخنوق : ب..بلا.. لا أصدق أن هذان..
قاطعه صُراخ رونان العالي وهو يضرب مقعده, الجزء الذي يضع يده بها : تباً.. تـــبــــــاً!!
وضع مايكل يده في وجهه وانهمرت دموعه مُتألماً!
رُونان بغضب وعيناه تغرق دموعا: من الذي فعل بهما هكذا.. مـن؟!
ليسمعان قول المذيع وهو يتابع حديثه : " والاستخبارات الفيدرالية والأمن العام يبحثون عن هوية المجرم والبحث عنه, وقال أحد أفراد الطب الشرعي أن المجرم قد يكون وحشاً ليس إنساناً. "

تفاجأ رُونان ثم قال بهمس : أيعقل؟
مايكل بقلق : لما قتلهم.. أتعتقد أن نكون نحن التاليين؟ لما جاك وتيفاني؟

رُونان بهدوء وهو يشرب كوب القهوة : أني اسأل السؤال ذاته.. بالمناسبة هل اتصلتَ على ميشيل؟
مايكل : لقد كان في منزلي قبل أن اتصل بك.
رُونان مغمض العينين : جيّد.. الآن يجب أن اغلق الهاتف.
مايكل بخوف وحزن : أرجوك رُونان.. أنتبه على نفسك
ضحك رونان بخفة: لا تخف.. فأعلم كيف أحمي نفسي جيداً
ثم أغلقه فجأة!


أجريَ مقابلة مع احد المفتشين في موقع الجريمة, فكأن جواب المفتش كالآتي : " الشابيّن لم يقتلا فحسب فل تم هشم رأس أحدهما والآخر يبدو أنه كان طعاما ليس إلا... "
أغلق رُونان التلفاز وهو يكمل شرب القهوة ويبدو أنه متوتراً ..
دخل عليه فاونكن فجأة وهو يخاطب سيده : هل انتهيت من كوبك سيدي؟
وضع رونان كوب القهوة فوق الطاولة ثم قام : أجل انتهيت.. أرجو ان تأتي لي بواحدة غيره وتضعها في غرفتي.
خرج رونان من الغرفة ليصعد الدرج القريب منه, حمل فاونكن كوب القهوة ليعد واحدا آخر لرونان, قلق فاونكن بشأن رونان فهو يتصرف بغرابة.. قال فاونكن بهمس: أعتقد بأن شيئا حصل.. أو أنه كثر من شرب القهوة وهذا ما يجعله غريب هذه الليلة.

أراد رونان الاطمئنان على آيمي فهو لم يرها هذه الليلة.
اقترب رونان من باب غرفتها فبدأ بطرق الباب, رونان وهو قلق : آيمي.. هل أنتي بخير؟
يطرق رونان الباب مرارا وتكرارا لكن ليس هناك من يرد!
عندما اراد رونان فتح الباب وجده ليس مغلقاً! دخل رونان الغرفة ليجدها ظلمة كئيبة, النافذة مفتوحة لهذا هي باردة !
دخلها وهو مصدوم لأنه لم يجد آيمي فيها, يبحث عنها ويبدو عليه الإحباط, جلس على سريرها ويده برأسه كأنه نادما.. التفت بجانبه وفجأه, وجد ورقة صغيرة.

أخذها رونان ليفتح الورقة لكنه متردد لقراءتها.
وجد بها " هربتُ من المنزل, هناك شخص يطاردني و لا أود أن ألحق بك الأذى رونان
أرجو أن تسامحني. "

لا يصدق رونان ما يحصل له, ظن أن آيمي لها علاقة بجريمة ومقتل أصحابه.
رُونان بهمس : لا.. يجب أن أجدها, لأعلم ما سرها الحقيقي

بعدما قام ليخرج من الغرفة قال في ذهنه : سأجدك لن تذهبي إلى أيّ مكان!
وهو في طريقه إلى سيارته, اخذ سترته ليلبسها وجد فاونكن أمامه,

فاونكن بابتسامة : سيدي, تركت كوب القهوة في غرفتك.
رونان ويبدو عليه الاستعجال: شكرا فاونكن لكن لا وقت للقهوة الآن.
فاونكن بهدوء : دعني أخمن.. هربت؟
وقف رونان متعجباً وهو ينظر إلى فاونكن باندهاش.. ثم قال بهمس : أخبرني المزيد؟
فاونكن : عندما كنت تتحدث إلى صديقك كانت آيمي تتنصت..
تفاجأ رونان .. قال في ذهنه : مستحيل.. هل لها علاقة بذلك؟
أبتسم فاونكن فقال بهدوء : هي؟ لا أعتقد.. لكن القاتل؟ بلى
لبس رونان سترته ورتب نفسه.. رونان : وهل تعرف القاتل؟
فاونكن : في الواقع سيدي لا استطيع الرد على سؤالك.. فهو خاص جدا أو بإمكاني القول..
ثم بنظرة اقلقت رونان قليلا : شخصي..!

استدار رونان وهو في طريقه إلى الباب ليخرج : هل سيارتي في الخارج ؟
ضحك فاونكن بهدوء : أجل سيدي, توقعت أنك ستخرج للبحث عن آيمي.
مسك رُونان القبضة وفتح الباب.. وقف ثم قال لفاونكن بهدوء : هل تقرأ أفكاري أم أنك تتنبأ للمستقبل؟
اندهش فاونكن ثم ضحك .. ابتسم لرونان: لا سيدي.. بل أشعر بك, وأعلم الطرق التي تتخذها..
ابتسم رونان بهدوء فقال وهو يخرج من المنزل : لهذا أنت المفضل لدي..


أنطلق رُونان هذه المرة بسيارة مرسيدس البيضاء, للبحث عن آيمي ومعرفة سر هروبها
رُونان في أعماقه وهو في شدة أعصابه : لمّ... لمّ تركتيني آيمي....!!


ناحية أخرى, آيمي تجري بسرعة الريح, بين الأشجار والصخور في تلك الغابة .
وقفت آيمي في وسط الغابة, وكأنها تنتظر أحد.. ظهر لها جُوش من جديد.

جوش بسخرية : هل جُننتي؟
لا زالت آيمي في وقفتها , لم تلتفت لجوش : أظن.. أين هُو؟

يظهر بينجامن فجأة ليُقاطع جُوش : هُنا يا عزيزتي ..
شعرت آيمي بالخوف.. أدارت نفسها لترى بينجامن على هيئته! وبينجامن في وقفته مبتسما.. تلك الابتسامة الماكرة!
آيمي تحدق ببينجامن لتفهم ما سبب هذه الابتسامة.. لعله ينويّ شيئا مُريبا!

أغمض بينجامن عينيه قليلا.. فرد بهدوء : لم أركِ منذ مدة طويلة آيمي..
رغم أن آيمي خائفة جدا من بينجامن إلا أنها لازالت واقفة وكأنها لا تبالي.

بينجامن : إذاً.. كيف حال صديقك؟
استغربت آيمي فإنها لا تعلم من يقصد.. متمسكة بصمتها ووقفتها.

بينجامن لجُوش : ماذا كان أسمه؟
جُوش بهدوء.. وكأنه لا يريد الحديث : أمم.. أعتقد أن اسمه كان.. رُ.. رُونان..

تفاجأت آيمي وسرعت دقات قلبها خَوفاً على رُونان.. تنتظر ما رد بينجامن حيّال ذلك!
ضحك بينجامن بمكر فقال : لمَ هربتي آيمي, أرى انه قلقٌ جدا عليك..

أغمض عينيه بخف والابتسامة الماكرة لا تفارق وجهه, ايمي تحدق بوجه بينجامن.. لم صمت هكذا فجأة!
التفت بينجامن لجُوش ثم قال بهدوء : ما كان يجب عليكِ الخروج من ذلك المنزل, فعاجلا غير آجل ستموتان معاً..
لم تفكر آيمي بنفسها فهي تعلم مصيرها مع بينجامن, لكن ما كان سبب اتساع عيناها وفاجئها أكثر وما زاد قلقها هو مصير رُونان المسكين, الذي كان بنيته العثور على آيمي لأنه أخيرا وجد شخص ما يشاركهُ المنزل وحياته.. أو بالأصح ( أنثـى )


تُقاطعه آيمي بخوف وغضب : ألستُ كنتُ أنا المطلوبة.. لما رُونـان!
أعطى بينجامن لآيمي نظرت الاستغراب والتعجب.. ثم فجأة ضحك سخريةً منها..
قال بسخرية : أنسيتِ أيتها الحمقاء؟ من يقترب من فريستي يكُون الفريسة التاليّة؟

شعرّت آيمي بالتجمد, وقفت هناك وهي في حالة الصدمة, وكأن هناك احدٌ صفعها دون توقعها ذلك.
ابتسم بينجامن بهدوء : لهذا لم أجعله يخرج لوحده فكما تعلمين.. علينا أكرام ضيفنا أم لم يعلمكِ رُونان ذلك همم؟

سقطت آيمي على ركبتيها وعيناها تغرّق, آيمي وكأنها مخنوقة : كُنت أود فقط حمايته..
أعطى بينجامن ظهره لآيمي, فقال مستفزاً لآيمي : أجل.. وهل تتوقعين من كائنٍ بشري مثله الصمود؟ نهايته اقتربت فكوني مستعدة
وضحك ضحكة المكر الهادئة..

ليُفاجئه قدوم آيمي مسرعةً له وكأنها تُحاول ضربه, استدار ليراها قادمةً له.. وهي تصرخ : لا تلمسه!!!!!!
بسرعة فائقة, مسك بينجامن قبضة آيمي وجعلها تسدير لهُ, ليمسك رقبتها ويدها خلف ظهرها, لا زال بينجامن متمسكاً بها
همس بينجامن لآيمي بعدما ضحك بسخرية : وهل تعتقدين أنكِ تستطيعين ضربي؟
ضغط بينجامن على رقبتها.. فشعرت آيمي بضيق تنفس, مسكت يدهُ وهي تحاول الإفلات!

بينجامن في أعماقه : دعينّا نرى إن استطاع ذلك المعتوه النجاة من آدريل....!




عند بَوابة الغابات , كان رُونان واقف هُناك بجانب سيارته, يشرب القهوة مُجدداً !
التفت رُونان وهو يقرأ اللافتة الصفراء " ( لا تقترب! ) " موقع جريمة صديقاهّ .


رُونان بهدوء : دعيني أخمن.. أنتي هُنا..
ثم باعماقه : لم..؟

فجأه, يسمع رُونان أصوات غريبة و مخيفة الوقت ذاته
يتلفت رُونان ويستدير ليعرف من اين هذه الأصوات؟

يُفاجئه صوت آدريل : هآه.. فريسة أخرى!
التفت رُونان لآدريل.. تفاجأ عندما رآهُ بل كان خائفاً, اتسعت عيّناه فقال بهدوء : ما هذا بحق الجحيم؟!!
آدريل بمكر : لا أصدق.. هل أنت ذلك المعتوه الذي تُصادقه آيمي؟
تفاجأ رُونان عندما ذكر اسم آيمي.. لا زال في صمته فهُو لم يرى هذا الكائن في حياته.
رُونان في أعماقه : أهذا بشر؟ أم جن؟ أم أنه نسج من خيّالي!
كان بيد آدريل فريسة وكانت فتاه صغيرة, بدأ يأكلها ليرى رُونان بعينه كيف يُمزق آدريل اللحم وهُو يبتلعه!
سقط رُونان جالساً, لم يكُن خائفا من المنظر المرعب بل من شكل آدريل المُخيف.. قال رُونان بهمس : أشعر وكأني رأيتُ كهذا المخلوق من قبل....
وقف آدريل عن الأكل.. فرمى الجثة وكان شكلها شنيع.
آدريل بمكر : لا أريد امتلاء معدتي فهناك مكاناً خاصاً لك أيها الشاب..
فضحك بمكر, يقوم رُونان بهدوء وهو ينظر إلى آدريل متعجب.
رُونان باستفزاز : وما أدراك, قد يكون لحمي غير صالح للأكل.

بدأ آدريل بالتحدق, آدريل في ذهنه : همم, يبدو أنه ليس سهلاً كما اعتقدت.
قفز آدريل ليسحق رُونان برجليّه, لكن بحركة سريعة وهادئة تحرك رُونان عن مكانه فلم يستطع آدريل سحقه.

بلمّح البصر, أتى آدريل خلف رُونان فمسك رقبته ورفعهُ إلى أعلى!
علامات الدهشة والصدمة على وجه رُونان, فهو لم يتوقع أبداً منه ذلك, بدأ آدريل بالضغط على رقبة رُونان وكأنه حاول خنقه, يحاول رُونان الإفلات منه, فضرب يده وجسده لكن آدريل كالصنم لا يشعر.
فقد رُونان الأمل فسلمّ نفسه لآدريل وأنفاسه تضيق, وتقل دقات قلبه,  نظر إلى وجه آدريل المُخيف فكانت عيّناه الصفراويتان تحدق بهُ, ولا زال الدم بفمه.

توّسعت أبتسامة آدريل المُخيفة وهو ينظر إلى رُونان , فحياتهُ بيده!
آدريل : لا.. بل هُو أضعف من الحشرّة نفسها!

رُونان في أعماقه : حسناً.. يبدو أنني طُعمٌ لهذا المعتوه..
لازال آدريل بابتسامته : قُل كلماتكَ الأخيرة حتى تُلحق أصدقائك الحَمقى!
أتسعتّ عيناه رُونان اندهاشاً وصدمة! هل أصدقائهُ كانوا طعاماً لآدريل؟! رُونان وعلامة الدهشة على وجهه : ه.. هـل أنتَ..
ليُقاطعه آدريل بجُنون : نعم! جميعهم الآن في معدتي ..
ضحك بهستيريّة ورُونان لا زال في صدمته يكادُ لا يصدق.. وهو يقول بهمس : جميعهم؟!
آدريل باستفزاز : لا عليكّ ستراهُم في الجحيم.....

يُقاطعه ما جرى, يدُ آدريل الذي مسك بها رقبة رُونان قُطعت من مكانها.
لتطايّر الدم مع الهواء, آدريل في حالة صدمة ومن شدة الآلم ضل صامتاً, ظنَ أنهُ من رُونان ورُونان لا زال في حالته مصدوماً لا يعلم ما الذي سيفعله, سقط رُونان أرضاً ليحاول أخذ أنفاسه بعدما كان على وشك موت خنقاً!

ليُقاطعه الصُوت المألوف بالنسبة له "سيّدي, آمل أني لم أتأخر عليك.."
التفتت رُونان مندهشاً ليعرف من صاحب هذا الصَوت؟ إلا أنهُ فاونكن خادمه وحارسه!
فاونكن واقف في مكانه بحالة مستقيمة, عيناهُ أصبحا حمراوان , وقبضة يده صلبة و مخالبهِ حادة, لونها أصبحت كالرصّاص بل أشدُ منها!
رُونان بأندهاش : ف.. فاونكن... !

ألتفت آدريل لفاونكن وهُو بحالة غضب وألم.. فقال بصدمة ! : مُستحيل..!!
فاونكن بنظرة حادة : مَر وقتٌ طويل..
آدريل بسخرية : أجل.. لم أتوقع قُدومك.
وقف آدريل بعدما كان جالسا : ستُعيد لي يدي أفهمت!

ضحك فاونكن بخفة وهدوء : آجل.. تعال خُذها إذا أردت ذلك.
ويمُد يده الرصاصيّة!

فجأة, أصبح آدريل خلف فاونكن تماما يَود التهامه, مسك فاونكن كتف آدريل وهو وراءه, فرفعه حتى أسقطهُ ووضع رُكبته على وجه آدريل!
دفعهُ آدريل ليَقوم ويأخذ بحصته كما قال لهُ بينجامن, وفاونكن لم يهاجم ابداً بل يَصد هجمات آدريل حتى يتعب ويبدأ فاونكن بالهجوم!
اشتد العرّاك بينهما, ولا زال رُونان على الأرض مُندهشاً من فاونكن!
رُونان في أعماقه : هل هذا فاونكن ؟ أم انه واحدٌ منهم؟!

قفز آدريل عالياً ليطعن فاونكن بيّده السليمة, لم يتحرك فاونكن من مكانه بل كان مبتسماً وآدريل على وشك إنهاءه!
عندما وصلّ آدريل إلى الأرض عمل حُفرة كبيرة من قُوة القبضة.
أختفى فاونكن فجأة, آدريل وهُو يأخذ أنفاسه, وبالهُ مُشتت فمرادهُ الوحيد الآن هو القضاء على فَاونكن!
يُفاجئه ظُهور فاونكن ليمسك رأسه وأسقطهُ أرضاً, الآن لا يستطيع آدريل التحرك أو حتى الهجوم, فَقدْ فقـدّ كل طاقته.
جلس فاونكن على آدريل ويُوجه يديّه كأنه ينوي طعنه!
فاونكن بَمكر : قًل كلماتكَ الأخيرة آدريل..
ضحك آدريل بقوة ثم أجاب بهدوء : بينجامن... سيكون سعيداً عند رؤيتك.. فكما تعلم
بدا على فاونكن الخوف والقلق.. ينتظر آدريل ليُكمل حديثه
آدريل : يَودُ سحقك كما سحقَ والداه!

رُونان باندهاش : ماذا؟
لم يطعنهُ بل سَحق وجهه فأصبح آدريل بلا وجه..
يأخذ فاونكن أنفاسهُ وهو مرتبك, يفُكر فيما قال آدريل.. فهو لم يقصد والدّاه فاونكن بلّ رُونان!

ليُفاجئه سؤال رُونان : فاونكن.. هل هذا أنت؟
التفت فاونكن إلى رُونان وثيابه مُلطخة بالدماء ويده كذلك, أنحنى فاونكن لرُونان : أعتذر عن تأخري كُدت أن تذهب سُدىً..

رُونان صارماً : من هذا؟ ومالذيّ يقصده؟!
أصبحت نظرة فاونكن حادة فهو لا يريد الإجابة على رُونان.. رد ببرُود : قصة طويلة.. هل تود الذهاب إلى المنزل؟
رُونان بغضب : لن ارجع إلى المنزل إلا أن وجدتها.. أخبرني مالذي يقصده!!!

أخفض فاونكن رأسه : كمـا تُريد .....














يتبع...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق