the poster

the poster
design by : maram alotaibi*

السبت، 11 يناير 2014

الفصل الرابع - الجزء الثاني


















غُرفة الدُوق رُوبرت والليّدي ماريا – منزل رُونان
1990م.


الليدي ماريّا وهي تحضنُ طفلاً في سريرها, وبجانبها زَوجها الدُوق رُوبرت.
كانّا سعيدين جدا للقاء طفلهما الأول, الليّدي ماريا بهدوء : سيَكون دُوقاً يوما ما..
فالتفتت إلى زوجها بابتسامة هادئة : كأبيه.
أبتسم الدُوق رُوبرت وهو يمسح على رأسِ طفلهما.. الدُوق رُوبرت بهدوء : اجل.. لكني أرى أنهُ يحمل جمال أمهُ..
أخفضت رأسها خجلةً.. والابتسامة لا زالت على وجهها , طُرق الباب فجأة فردّ الدُوق رُوبرت : تفضل !
دخل فاونكن عليهما وهو منحني : سيّدي, هُناك شخصا يودُ رؤيتكَ في الأسفل.

ابتسم الدُوق : حسناً.
قبلّ رأس ولدهِ ورأس الليدّي, فقال بهمس : سأعودُ حالاً ..
ابتسمت الليدي ماريّا وهي تنظر إلى عينيّه .. أجابت بهمس : كُن حذراً عزيزي..

قام ليخرّج من الغرفة فأصبحت كتفه بكتف فاونكن.. فقال في ذهنه : احرسهّما.. أشعر بشيئاً مُريبا سيحدث.
اخفض رأسه وكأنه يردُ على سيده بـ"حاضر"!

أغلق فاونكن الباب ونزل الدُوق رُوبرت ليرى ضيفه.
إلا أن ضيفُه جالساً على الكُرسي , جلسة غير مُهذبة في منزل الدُوق!
أستغرب الدُوق من وقاحة هذا الضيف, كان وراءهُ عندما التفت لهُ الضيف بدأ برؤيته ملامحه.. ولكنه كـان "بينجـامن" !
الدُوق رُوبرت : ما الذي أتى بك إلى هُنا؟
بينجامن بسخرية : أوه, أعذرني.. فنسيتُ أن هذا منزلّ صديقي ليس الدُوق!
ضحك الدُوق بخفة فأجاب ببُرود : أجل.. فأحسن سلوكك لأن هذا المنزل ليس من مقامك وكما تعلم!
نظر بينجامن إلى الدُوق بنظرة حادة وعصبيّة.. فقد استفزّه .
قام بينجامن من مكانه وهو يتنهد .. : ااه.. سمعتُ أنك رُزقت بطفل.. متشوق جدا بأن أراه كأبيه
أبتسم الدُوق فجلس مُقابلاً لبينجامن .
فقال بينجامن فجأة : أحمق!
ضحك الدُوق فرد بهدوء : هل أتيت هُنا لاشمئزازي أم أنك ستحذرني وكالعادة.. تحذيراتك باطلة.
بينجامّن بمكر : لا.. أردتُ أن أودعك
أندهش الدُوق من إجابة بينجامن الغريبة.. صمت لينتظر بينجامن يُكمل حديثهّ!
بينجـامن بمكر : سألتهمُ لحمك هذهِ المرةَ يا رُوبرت وأنا لا أمزح في ذلك!
ضحك الدُوق بشدة ساخراً من بينجامن : هااهّ, ماذا؟ أنت؟ أوه أرجوك.. وكيفّ ستفعل ذلك وأنت تعلم أن لديّ حُراس يستطيعون ردعك..
ثُم بهدوء : لا أبالي أنت كُنت أبن الشيّطان نفسه!
أتسعت عينّاه بينجامن ليس اندهاشاً بل جُنوناً, فضحك بحالة هستيرية أرعبت الدُوق قليلاً
بينجامِن : ومن قال أني سألتهمُ لحمك أنت؟! هاهاهاها!!
استغرب الدُوق من ردة فعل بينجـامن, فكانت نيتهُ اشمئزازهُ!

ليسمّع الدُوق صُراخ زوجته فجأة!!
أندهش الدُوق ثم التفت خلفه وهوُ يصرخ : مــاريّاااا!!!
بينجامن بابتسامة المكر المُخيفة : هذا ما كنتُ اقصده!

أتى الدُوق ومسك رقبة بينجامن ثم قال : مالذي تقصده؟ مـاذا فعلت بها؟!
اخذ بينجامن بقبضة الدُوق وأنزلها.. ثم قال بهدوء وسخرية : لا أستطيع أخبارك.. فحتى لو كنتُ ابن الشيطان نفسه فلستُ من مقامك أيهُا البشريّ الأحمق..
أتسعت عيّنا الدُوق مُتفاجأ ومندهشاً من بينجامن, فتركه وأسرع للحاق على الليدّي ماريّأ للاطمئنان عليها..
بينجامن في ذهن الدُوق : قابلنيّ في الطريّق الصامت أن أردت أخذ الثأر بزوجتك وأبنك.

وقف الدُوق في طريقه منصرما..  واقف كالجماد يكادُ لا يصدق ما يّراه أو ما يجري بالضبط..
لكن بالرغم من ذلك أكمل مساره ليطمئن على زُوجته..

فتح الدُوق الباب ليرى زُوجته على الأرض مقتولة, وهي تنزف دماً لازالت على قيد الحيّاة لكنها لن تدوم طويلاً.
أسرعّ الدُوق لنجاة زُوجته, صرخ باعلى مالديه : ماريّااا!! هل أنتي بخير؟!
حمل الليّدي وهو ينتظر منها الإجابة, وهي تحتضر : رُو.. رُونان!
الدُوق باستغراب : ماذا؟
الليّدي : شخصاً ما يريدُ رُونان..
الدُوق وهو يمسك يدهُا : أعلم وفاونكن سيُرجعه, أرجوك أصمدي لا أريد خسارتك!
ابتسمت الليدي ثم قالت بهدوء : أنت تعلم أنني إذا نزفتُ كثيراً لا أستطيع الرجوع, حتى لو بدلت بدمٍ غيره..
الدُوق وعينّاه تغرق : ألا هُناك وسيلة غير ذلك..
أغمضت الليدي عينّاها : لا...
أخفض الدُوق رأسه وعينّاه تنهمر.. الدموع تتساقط على وجهُ الليدي..
وضعت الليدي يدها بيد الدُوق.. فقالت بهدوء : أعلم فقط.. أنك أجمل شيءٍ في حياتي..
اندهش الدُوق ولا زالت عيناه غارقة, بكى ورأسه على صدر زوجته.. قال بهدوء : أنتي سعادتي.. أرجُوك لا تفارقيني!!
الليديّ وبدا عليها الذهّاب: كُن حذرا.. أهتم برُونان.. أحُبكَ...
ضَم الليديّ كثيراً ويكتم بكاءه.. ضّمها بشدة!!

.
.
.


فاونكن يركض خارج المنزل مُسرعاً, وبيده الصغير رُونان.
كان المَطر شديد والطقس قارص, أخذ سترته ليُلف بالصغير, معتنياً به جيداً فهو يتوقع نهاية الدُوق والليّدي في أي لحظة!
جلس تحت شجرة الكرز المُثلجة ويضمهُ بشدة حتى يُعطيه الدفء, يُفاجئه وجود آدريل أمامه.

آدريل بسخرية : يا إلهي انظروّا من هُنا.. فاونكن الغبي.
فاونكن قلق على الصغير فزاد في ضمهِ لهُ, وهو ينظر إلى آدريل بغضبّ..
أقترب آدريلّ إلى فاونكن, فقز فاونكن إلى أعلى الشجرة, أخذ بقطعة قُماش ليربط الطفل إلى صدره, حتى يكون في مأمنٍ معهُ.
فجأة آدريل خلف فاونكن : لن تهرب بهذا الصغيرَ مادمتُ حيّاً!
التفتت فاونكن لآدريل بابتسامة ماكرة : سنرى ذلك!

بدأ آدريل بمُحاولة قتل فاونكن لكنهُ لم يستطع ذلك.. فكان فاونكن أقوى منُه بكثير, لم يستطع آدريل الصُمود..
قال آدريل بغضب : يوماً ما سأبتلع شحمك أيها الأبله
ابتسم فاونكن فردّ بخفة..: أنا في أنتظارك!

أكمل فاونكنّ مساره, ليتفاجأ بوجود الدُوق رُوبرت على الأرض يحتضّر!
نزل فاونكن ليرآهُ مطعوناً وينزف دمه, مسك فاونكن كتفيّه وهو يناديّه : سيّدي.. سيّدي.. هل أنت بخير؟ أرجوك أجب!
رفعّ الدُوق رأسه .. أجاب بهدوء : ه.. هل رُونان معك؟
تفاجأ فاونكن فهما لم يسميانهِ بعد! .. فاونكن : أجل.. هو معي هُنا..
فتح فاونكن القُماش ليحمل الصغير ببطء, ويضعهُ بقرب من والده التي لديّه دقائق فقط ليتنفس بها..
ابتسم الدُوق وهو ينظر إلى ولده.. قال بهمس : سنراكَ تكبر لكن لن ترانا يا عزيزي..
قَبل رأس أبنه.. تابع : كُن حذراً..
اخفض الدُوق رأسه.. : فاونكن.. أعتنِ به جيداً, أملاكي ستكون بأسمه.. أجعلهُ أكثر من دوق.. أجعله رجلاً..
نظر فاونكن إلى الدُوق بنظرة حزينة.. فاونكن : لا تقلق.. ستنجو فهي ليست عميق....
ليُقاطعه ردة فعل الدُوق.. وضع يده على كتفه مُبتسماً.. الماء والدماء كانا يُغطيان جسده فنعم.. كان البرد قارص والسماء تمطر .
الدُوق بهدوء : لن تستطيع.. أعتنِ بالصغير من أجلنا.. أرجوك...
فسقط على كتفِ فاونكن.. وفاونكن في حالة صدمة.. بدأ الصغير بالبكـاء , وقطرات الدم تُلامس جبينه..
ضمَ فاونكن الدُوق وبدأ بالبُكاء صمتاً..






رُونـان : إذاً.. هكذا كانت نهاية أبواي؟
فاونكن بهدوء : أجل.. في الواقع أنا لستُ بشريّ فكما تعلم أنا كائن كهذا القذر لكني على هيئة إنسان.. إن كنت تريد رؤيتي على هيئتي الحقيقية فلا أمانع ذلك!
رُونان بسخرية : لا أرجوك.. أحببتُ شكلك هكذا ولا اريد أن أكرهك..
ثم فجأة ببرود : هل تستطيع تحديد موقع آيمي؟ .. والأحمق ؟
استغرب فاونكن ثم رد : ولم أنت مهتم ببينجامن؟
رُونـان بغضب : سأخذ الثأر بوالديّ, ولن أجعله يعيش ما دمتُ حياً!
ضحك فاونكن بخفة ثم قال ببرود : هُو ابن الشيطان يا سيدي.. لا أعتقد انك ستستطيع الصمُود أمامه.. فآدريل كاد أن يلتهمك وهو مجرد وحشٌ هائج.
رُونان بإحباط: آه.. اجل.. هل بإمكاننا الآن الذهاب؟ وأنت ستتعامل معه أليس كذلك؟
فاونكن بابتسامة : لا عليك.. سأفعل ما بوسعي لحمايتك, فهذه كانت كلمات السيّد رُوبرت الأخيرة..
رُونان : أنت لست كحارسي فقط فاونكن.. أنت بمثابة أبي وكما تعلم..
تفاجأ فاونكن فلم يصدق أن يخرج من رُونان هذه الكلمات, لأن عاش معه وهو صارم !
رُونان : الآن دعنا نذهب لحماية آيمي..
ابتسم فاونكن فانحنى لسيده : وكما تأمر









تمت.

الفصل الرابع - الجزء الأول














في منتصف الليل, الأجواء هادئة في المدينة وفي القرى الريفية.
كان رونان يجلس على مقعده وبيده كُوب القهوة التركية, فكما نعلم هي المفضلة لديه.
وهو يشاهد التلفاز ليتابع الاخبار في مدينة تاونز هيل, تنهد فقال بهمس مخاطبا نفسه: آآه.. لا أريد قراءة الجريدة, سأتابع الأخبار هذه الليلة وغداً..
يُقاطعه صَوت الهاتف المنزلي, كان شكله غريبا فكان ذهبي اللون والجُزء الذي في سماعات الهاتف يحويه جلداً ناعما, هُو ثري.
رفع رونان السماعة بخفة : مرحبا, رُونان يتكلم.
ليرد عليه شابا صوته حاد : رونان يا صاح.. أين كنت ليلة البارحة؟
رونان بتعجب وسخرية : حزر أيُها الأبله؟ .. كُنت في منزلي بالتأكيد !
ضحك الشاب فرد عليه ساخرا : إووه لا تقلي أنك كنت تتمتع بمذاق القهوة ثانيةً؟ يا صاح يجب أن تغير روتينك!!
أغمض رُونان عينيه ورد مبتسما : بحقك مايكّل.. أهناك أجمل من مذاق القهوة؟
ثم فجأة بهدوء وعصبية : ما سبب اتصالك بي؟ ليس من عادتك أن تتصل..

" مايكل هُو إحدى أصدقاء جاك الذين تركوه في المتحف "

صمت مايكل للحظة فرد بعد تنهد : لا فقط.. أود أن أسألك هل رأيتَ جاك ؟ فمنذ يومين ونحن نبحث عنه.
استغرب رونان فرد بعد سكوت : هل تيفاني بجانبكم؟
مايكل : ااه.. إن تيفاني أيضا ليست معنا.. اختفت فجأة عندما كنا في ذلك المقهى
يبدو على صوُت مايكل الارتباك وهذا ما جعل رونان يقلق..
رد رُونان بهدوء : وهل كانت ثملة؟
مايكل : أممم.. في الواقع لم نشرب الكحول ليلتها.. ولكنها تصرفت بغرابة فخرجت لوحدها..
لازال رونان مستغربا وقلقا : همم.. هذا غريّب..
مايكل وصوته يوحي انه قلقاً : اجل.. أنا كنت أود فقط الاطمئنان عليهما.
رُونان بسخرية : ولما تعتقد أنك أذا أضعتهما تجدهما عندي!
ضحك مايكل قليلا : لا أعلم .. على كُل حال
قاطعه رُونان وهو يرد بخشونة وجديّة : لا تتصل بي إلا إذا كانت هُناك مشكلة كبيرة, فلعلهما مع بعضهما يستمتعان.. أتتذكر؟
فقالا في نفس الوقت : روميو وجوليّت!
ضحك مايكل فرد بهدوء : هذا يجعلني مطمئناً.. شكرا رُونان.
ابتسم رُونان مغمض العينين : على الرحب.. وتذكر
وصوته أرعب مايكل قليلا : لا تتصل بي إلا إذا كانت هناك مشكلة كبيرة
ثم أغلقه دون أن يعطي مايكل مجالا لرد .

ضحك مايكل فقال وهو يحادث نفسه مبتسما : يجعلني اطمئن دائما..
يُقاطعه صوت المذيع في التلفاز قائلا " مرحبا بسكان مدينة تاونز هيل, الأخبار المحلية : وقعت جريمة شنيعة ليلة البارحة ما وراء مدينة تاونز هيل.. شاب وشابة مَقتوليّن بطريقة مريبة وشنيعة. "

حدق مايكل بالتلفاز واستغرب وزاد ذلك قلقه .. فخاف أن يكونان أصدقائه!!
في التلفاز تم عرض صور المكان فكانت جثة تيفاني تُبين هويتها رغم أن رأسها ليس إلا هشيمة. ورجال الأمن يغطونها ليحملوها, وكذلك جاك.

اندهش مايكل لدرجة أن اتسعت عيناه وصغرت بؤبؤ عينه.. يكاد ألا يُصدق عينيه.. مايكل بهمس : مُستحيل!
فجأة يَرن هاتفه فرد دُون أن ينظر إلى الهاتف.. بصمت
ليسمع صُراخ رونان : أخبرني مالذي أراه بحق الجحيم! ألا يبدوان..؟
يُقاطعه صوت مايكل المخنوق : ب..بلا.. لا أصدق أن هذان..
قاطعه صُراخ رونان العالي وهو يضرب مقعده, الجزء الذي يضع يده بها : تباً.. تـــبــــــاً!!
وضع مايكل يده في وجهه وانهمرت دموعه مُتألماً!
رُونان بغضب وعيناه تغرق دموعا: من الذي فعل بهما هكذا.. مـن؟!
ليسمعان قول المذيع وهو يتابع حديثه : " والاستخبارات الفيدرالية والأمن العام يبحثون عن هوية المجرم والبحث عنه, وقال أحد أفراد الطب الشرعي أن المجرم قد يكون وحشاً ليس إنساناً. "

تفاجأ رُونان ثم قال بهمس : أيعقل؟
مايكل بقلق : لما قتلهم.. أتعتقد أن نكون نحن التاليين؟ لما جاك وتيفاني؟

رُونان بهدوء وهو يشرب كوب القهوة : أني اسأل السؤال ذاته.. بالمناسبة هل اتصلتَ على ميشيل؟
مايكل : لقد كان في منزلي قبل أن اتصل بك.
رُونان مغمض العينين : جيّد.. الآن يجب أن اغلق الهاتف.
مايكل بخوف وحزن : أرجوك رُونان.. أنتبه على نفسك
ضحك رونان بخفة: لا تخف.. فأعلم كيف أحمي نفسي جيداً
ثم أغلقه فجأة!


أجريَ مقابلة مع احد المفتشين في موقع الجريمة, فكأن جواب المفتش كالآتي : " الشابيّن لم يقتلا فحسب فل تم هشم رأس أحدهما والآخر يبدو أنه كان طعاما ليس إلا... "
أغلق رُونان التلفاز وهو يكمل شرب القهوة ويبدو أنه متوتراً ..
دخل عليه فاونكن فجأة وهو يخاطب سيده : هل انتهيت من كوبك سيدي؟
وضع رونان كوب القهوة فوق الطاولة ثم قام : أجل انتهيت.. أرجو ان تأتي لي بواحدة غيره وتضعها في غرفتي.
خرج رونان من الغرفة ليصعد الدرج القريب منه, حمل فاونكن كوب القهوة ليعد واحدا آخر لرونان, قلق فاونكن بشأن رونان فهو يتصرف بغرابة.. قال فاونكن بهمس: أعتقد بأن شيئا حصل.. أو أنه كثر من شرب القهوة وهذا ما يجعله غريب هذه الليلة.

أراد رونان الاطمئنان على آيمي فهو لم يرها هذه الليلة.
اقترب رونان من باب غرفتها فبدأ بطرق الباب, رونان وهو قلق : آيمي.. هل أنتي بخير؟
يطرق رونان الباب مرارا وتكرارا لكن ليس هناك من يرد!
عندما اراد رونان فتح الباب وجده ليس مغلقاً! دخل رونان الغرفة ليجدها ظلمة كئيبة, النافذة مفتوحة لهذا هي باردة !
دخلها وهو مصدوم لأنه لم يجد آيمي فيها, يبحث عنها ويبدو عليه الإحباط, جلس على سريرها ويده برأسه كأنه نادما.. التفت بجانبه وفجأه, وجد ورقة صغيرة.

أخذها رونان ليفتح الورقة لكنه متردد لقراءتها.
وجد بها " هربتُ من المنزل, هناك شخص يطاردني و لا أود أن ألحق بك الأذى رونان
أرجو أن تسامحني. "

لا يصدق رونان ما يحصل له, ظن أن آيمي لها علاقة بجريمة ومقتل أصحابه.
رُونان بهمس : لا.. يجب أن أجدها, لأعلم ما سرها الحقيقي

بعدما قام ليخرج من الغرفة قال في ذهنه : سأجدك لن تذهبي إلى أيّ مكان!
وهو في طريقه إلى سيارته, اخذ سترته ليلبسها وجد فاونكن أمامه,

فاونكن بابتسامة : سيدي, تركت كوب القهوة في غرفتك.
رونان ويبدو عليه الاستعجال: شكرا فاونكن لكن لا وقت للقهوة الآن.
فاونكن بهدوء : دعني أخمن.. هربت؟
وقف رونان متعجباً وهو ينظر إلى فاونكن باندهاش.. ثم قال بهمس : أخبرني المزيد؟
فاونكن : عندما كنت تتحدث إلى صديقك كانت آيمي تتنصت..
تفاجأ رونان .. قال في ذهنه : مستحيل.. هل لها علاقة بذلك؟
أبتسم فاونكن فقال بهدوء : هي؟ لا أعتقد.. لكن القاتل؟ بلى
لبس رونان سترته ورتب نفسه.. رونان : وهل تعرف القاتل؟
فاونكن : في الواقع سيدي لا استطيع الرد على سؤالك.. فهو خاص جدا أو بإمكاني القول..
ثم بنظرة اقلقت رونان قليلا : شخصي..!

استدار رونان وهو في طريقه إلى الباب ليخرج : هل سيارتي في الخارج ؟
ضحك فاونكن بهدوء : أجل سيدي, توقعت أنك ستخرج للبحث عن آيمي.
مسك رُونان القبضة وفتح الباب.. وقف ثم قال لفاونكن بهدوء : هل تقرأ أفكاري أم أنك تتنبأ للمستقبل؟
اندهش فاونكن ثم ضحك .. ابتسم لرونان: لا سيدي.. بل أشعر بك, وأعلم الطرق التي تتخذها..
ابتسم رونان بهدوء فقال وهو يخرج من المنزل : لهذا أنت المفضل لدي..


أنطلق رُونان هذه المرة بسيارة مرسيدس البيضاء, للبحث عن آيمي ومعرفة سر هروبها
رُونان في أعماقه وهو في شدة أعصابه : لمّ... لمّ تركتيني آيمي....!!


ناحية أخرى, آيمي تجري بسرعة الريح, بين الأشجار والصخور في تلك الغابة .
وقفت آيمي في وسط الغابة, وكأنها تنتظر أحد.. ظهر لها جُوش من جديد.

جوش بسخرية : هل جُننتي؟
لا زالت آيمي في وقفتها , لم تلتفت لجوش : أظن.. أين هُو؟

يظهر بينجامن فجأة ليُقاطع جُوش : هُنا يا عزيزتي ..
شعرت آيمي بالخوف.. أدارت نفسها لترى بينجامن على هيئته! وبينجامن في وقفته مبتسما.. تلك الابتسامة الماكرة!
آيمي تحدق ببينجامن لتفهم ما سبب هذه الابتسامة.. لعله ينويّ شيئا مُريبا!

أغمض بينجامن عينيه قليلا.. فرد بهدوء : لم أركِ منذ مدة طويلة آيمي..
رغم أن آيمي خائفة جدا من بينجامن إلا أنها لازالت واقفة وكأنها لا تبالي.

بينجامن : إذاً.. كيف حال صديقك؟
استغربت آيمي فإنها لا تعلم من يقصد.. متمسكة بصمتها ووقفتها.

بينجامن لجُوش : ماذا كان أسمه؟
جُوش بهدوء.. وكأنه لا يريد الحديث : أمم.. أعتقد أن اسمه كان.. رُ.. رُونان..

تفاجأت آيمي وسرعت دقات قلبها خَوفاً على رُونان.. تنتظر ما رد بينجامن حيّال ذلك!
ضحك بينجامن بمكر فقال : لمَ هربتي آيمي, أرى انه قلقٌ جدا عليك..

أغمض عينيه بخف والابتسامة الماكرة لا تفارق وجهه, ايمي تحدق بوجه بينجامن.. لم صمت هكذا فجأة!
التفت بينجامن لجُوش ثم قال بهدوء : ما كان يجب عليكِ الخروج من ذلك المنزل, فعاجلا غير آجل ستموتان معاً..
لم تفكر آيمي بنفسها فهي تعلم مصيرها مع بينجامن, لكن ما كان سبب اتساع عيناها وفاجئها أكثر وما زاد قلقها هو مصير رُونان المسكين, الذي كان بنيته العثور على آيمي لأنه أخيرا وجد شخص ما يشاركهُ المنزل وحياته.. أو بالأصح ( أنثـى )


تُقاطعه آيمي بخوف وغضب : ألستُ كنتُ أنا المطلوبة.. لما رُونـان!
أعطى بينجامن لآيمي نظرت الاستغراب والتعجب.. ثم فجأة ضحك سخريةً منها..
قال بسخرية : أنسيتِ أيتها الحمقاء؟ من يقترب من فريستي يكُون الفريسة التاليّة؟

شعرّت آيمي بالتجمد, وقفت هناك وهي في حالة الصدمة, وكأن هناك احدٌ صفعها دون توقعها ذلك.
ابتسم بينجامن بهدوء : لهذا لم أجعله يخرج لوحده فكما تعلمين.. علينا أكرام ضيفنا أم لم يعلمكِ رُونان ذلك همم؟

سقطت آيمي على ركبتيها وعيناها تغرّق, آيمي وكأنها مخنوقة : كُنت أود فقط حمايته..
أعطى بينجامن ظهره لآيمي, فقال مستفزاً لآيمي : أجل.. وهل تتوقعين من كائنٍ بشري مثله الصمود؟ نهايته اقتربت فكوني مستعدة
وضحك ضحكة المكر الهادئة..

ليُفاجئه قدوم آيمي مسرعةً له وكأنها تُحاول ضربه, استدار ليراها قادمةً له.. وهي تصرخ : لا تلمسه!!!!!!
بسرعة فائقة, مسك بينجامن قبضة آيمي وجعلها تسدير لهُ, ليمسك رقبتها ويدها خلف ظهرها, لا زال بينجامن متمسكاً بها
همس بينجامن لآيمي بعدما ضحك بسخرية : وهل تعتقدين أنكِ تستطيعين ضربي؟
ضغط بينجامن على رقبتها.. فشعرت آيمي بضيق تنفس, مسكت يدهُ وهي تحاول الإفلات!

بينجامن في أعماقه : دعينّا نرى إن استطاع ذلك المعتوه النجاة من آدريل....!




عند بَوابة الغابات , كان رُونان واقف هُناك بجانب سيارته, يشرب القهوة مُجدداً !
التفت رُونان وهو يقرأ اللافتة الصفراء " ( لا تقترب! ) " موقع جريمة صديقاهّ .


رُونان بهدوء : دعيني أخمن.. أنتي هُنا..
ثم باعماقه : لم..؟

فجأه, يسمع رُونان أصوات غريبة و مخيفة الوقت ذاته
يتلفت رُونان ويستدير ليعرف من اين هذه الأصوات؟

يُفاجئه صوت آدريل : هآه.. فريسة أخرى!
التفت رُونان لآدريل.. تفاجأ عندما رآهُ بل كان خائفاً, اتسعت عيّناه فقال بهدوء : ما هذا بحق الجحيم؟!!
آدريل بمكر : لا أصدق.. هل أنت ذلك المعتوه الذي تُصادقه آيمي؟
تفاجأ رُونان عندما ذكر اسم آيمي.. لا زال في صمته فهُو لم يرى هذا الكائن في حياته.
رُونان في أعماقه : أهذا بشر؟ أم جن؟ أم أنه نسج من خيّالي!
كان بيد آدريل فريسة وكانت فتاه صغيرة, بدأ يأكلها ليرى رُونان بعينه كيف يُمزق آدريل اللحم وهُو يبتلعه!
سقط رُونان جالساً, لم يكُن خائفا من المنظر المرعب بل من شكل آدريل المُخيف.. قال رُونان بهمس : أشعر وكأني رأيتُ كهذا المخلوق من قبل....
وقف آدريل عن الأكل.. فرمى الجثة وكان شكلها شنيع.
آدريل بمكر : لا أريد امتلاء معدتي فهناك مكاناً خاصاً لك أيها الشاب..
فضحك بمكر, يقوم رُونان بهدوء وهو ينظر إلى آدريل متعجب.
رُونان باستفزاز : وما أدراك, قد يكون لحمي غير صالح للأكل.

بدأ آدريل بالتحدق, آدريل في ذهنه : همم, يبدو أنه ليس سهلاً كما اعتقدت.
قفز آدريل ليسحق رُونان برجليّه, لكن بحركة سريعة وهادئة تحرك رُونان عن مكانه فلم يستطع آدريل سحقه.

بلمّح البصر, أتى آدريل خلف رُونان فمسك رقبته ورفعهُ إلى أعلى!
علامات الدهشة والصدمة على وجه رُونان, فهو لم يتوقع أبداً منه ذلك, بدأ آدريل بالضغط على رقبة رُونان وكأنه حاول خنقه, يحاول رُونان الإفلات منه, فضرب يده وجسده لكن آدريل كالصنم لا يشعر.
فقد رُونان الأمل فسلمّ نفسه لآدريل وأنفاسه تضيق, وتقل دقات قلبه,  نظر إلى وجه آدريل المُخيف فكانت عيّناه الصفراويتان تحدق بهُ, ولا زال الدم بفمه.

توّسعت أبتسامة آدريل المُخيفة وهو ينظر إلى رُونان , فحياتهُ بيده!
آدريل : لا.. بل هُو أضعف من الحشرّة نفسها!

رُونان في أعماقه : حسناً.. يبدو أنني طُعمٌ لهذا المعتوه..
لازال آدريل بابتسامته : قُل كلماتكَ الأخيرة حتى تُلحق أصدقائك الحَمقى!
أتسعتّ عيناه رُونان اندهاشاً وصدمة! هل أصدقائهُ كانوا طعاماً لآدريل؟! رُونان وعلامة الدهشة على وجهه : ه.. هـل أنتَ..
ليُقاطعه آدريل بجُنون : نعم! جميعهم الآن في معدتي ..
ضحك بهستيريّة ورُونان لا زال في صدمته يكادُ لا يصدق.. وهو يقول بهمس : جميعهم؟!
آدريل باستفزاز : لا عليكّ ستراهُم في الجحيم.....

يُقاطعه ما جرى, يدُ آدريل الذي مسك بها رقبة رُونان قُطعت من مكانها.
لتطايّر الدم مع الهواء, آدريل في حالة صدمة ومن شدة الآلم ضل صامتاً, ظنَ أنهُ من رُونان ورُونان لا زال في حالته مصدوماً لا يعلم ما الذي سيفعله, سقط رُونان أرضاً ليحاول أخذ أنفاسه بعدما كان على وشك موت خنقاً!

ليُقاطعه الصُوت المألوف بالنسبة له "سيّدي, آمل أني لم أتأخر عليك.."
التفتت رُونان مندهشاً ليعرف من صاحب هذا الصَوت؟ إلا أنهُ فاونكن خادمه وحارسه!
فاونكن واقف في مكانه بحالة مستقيمة, عيناهُ أصبحا حمراوان , وقبضة يده صلبة و مخالبهِ حادة, لونها أصبحت كالرصّاص بل أشدُ منها!
رُونان بأندهاش : ف.. فاونكن... !

ألتفت آدريل لفاونكن وهُو بحالة غضب وألم.. فقال بصدمة ! : مُستحيل..!!
فاونكن بنظرة حادة : مَر وقتٌ طويل..
آدريل بسخرية : أجل.. لم أتوقع قُدومك.
وقف آدريل بعدما كان جالسا : ستُعيد لي يدي أفهمت!

ضحك فاونكن بخفة وهدوء : آجل.. تعال خُذها إذا أردت ذلك.
ويمُد يده الرصاصيّة!

فجأة, أصبح آدريل خلف فاونكن تماما يَود التهامه, مسك فاونكن كتف آدريل وهو وراءه, فرفعه حتى أسقطهُ ووضع رُكبته على وجه آدريل!
دفعهُ آدريل ليَقوم ويأخذ بحصته كما قال لهُ بينجامن, وفاونكن لم يهاجم ابداً بل يَصد هجمات آدريل حتى يتعب ويبدأ فاونكن بالهجوم!
اشتد العرّاك بينهما, ولا زال رُونان على الأرض مُندهشاً من فاونكن!
رُونان في أعماقه : هل هذا فاونكن ؟ أم انه واحدٌ منهم؟!

قفز آدريل عالياً ليطعن فاونكن بيّده السليمة, لم يتحرك فاونكن من مكانه بل كان مبتسماً وآدريل على وشك إنهاءه!
عندما وصلّ آدريل إلى الأرض عمل حُفرة كبيرة من قُوة القبضة.
أختفى فاونكن فجأة, آدريل وهُو يأخذ أنفاسه, وبالهُ مُشتت فمرادهُ الوحيد الآن هو القضاء على فَاونكن!
يُفاجئه ظُهور فاونكن ليمسك رأسه وأسقطهُ أرضاً, الآن لا يستطيع آدريل التحرك أو حتى الهجوم, فَقدْ فقـدّ كل طاقته.
جلس فاونكن على آدريل ويُوجه يديّه كأنه ينوي طعنه!
فاونكن بَمكر : قًل كلماتكَ الأخيرة آدريل..
ضحك آدريل بقوة ثم أجاب بهدوء : بينجامن... سيكون سعيداً عند رؤيتك.. فكما تعلم
بدا على فاونكن الخوف والقلق.. ينتظر آدريل ليُكمل حديثه
آدريل : يَودُ سحقك كما سحقَ والداه!

رُونان باندهاش : ماذا؟
لم يطعنهُ بل سَحق وجهه فأصبح آدريل بلا وجه..
يأخذ فاونكن أنفاسهُ وهو مرتبك, يفُكر فيما قال آدريل.. فهو لم يقصد والدّاه فاونكن بلّ رُونان!

ليُفاجئه سؤال رُونان : فاونكن.. هل هذا أنت؟
التفت فاونكن إلى رُونان وثيابه مُلطخة بالدماء ويده كذلك, أنحنى فاونكن لرُونان : أعتذر عن تأخري كُدت أن تذهب سُدىً..

رُونان صارماً : من هذا؟ ومالذيّ يقصده؟!
أصبحت نظرة فاونكن حادة فهو لا يريد الإجابة على رُونان.. رد ببرُود : قصة طويلة.. هل تود الذهاب إلى المنزل؟
رُونان بغضب : لن ارجع إلى المنزل إلا أن وجدتها.. أخبرني مالذي يقصده!!!

أخفض فاونكن رأسه : كمـا تُريد .....














يتبع...

الفصل الثالث










ما وراء مدينة ""Towns Hill
عواء الذئاب في كُل مكان.. القمر مُضيء والنجومّ تتلألأ.

وسط تلك الغابات المُظلمة.. كان جاك هُناك
مربوطاً بالسلاسّـل فاقداً وعيّهُ..

صَوّتُ البومة أفاقته.. فتح عيناهُ بخفة, وكأن عيناهُ ترفض أن تفتح!
يُحاول استيعاب المكان الذي هُو فيه..

جاك بهمس.. يكادُ الشخص أن يسمعه : رأسي يؤلمنُي..
كان نائماً على جنبّه.. فنامَ على ظهره, رفع رأسه ليرى البُومة التي أزعجته.
جاك يُحدق بها.. وعينيهِ شبه مغلّقة, والبومةَ تحدق به كذلك, حاول جاك أن يجلس لكنهُ أدرك أن
السلاسل تمنعه من ذلك, فهي تربطُ يديهِ ببطنه وبشدة.


جاك بهمس: يا إلهي.. من فعل بيّ هكذا؟
ففجأة.. يسمع خطوات شخصاً ما قادماً إليه, خطوات هادئة.. ناعمة!

"إذاً.. جاك, أخبرني ماذا فعلت الليلةَ البارحة؟"
رفع جاك عينيه ليرى ذاك الشخص الذي فاجئُه بسؤاله الغريب..
جاك بصوت منخفض جداً: لا أذكر جيداً.. ومن أنت؟

انحنى ذاك الشخص لجاك.. فأمسك شعرهِ ورفعه إلى أعلى
تألم جاك كثيراً لأنه مسكه من شعره والسلاسل المشددة تُؤلمه كذلك!

عندما فتح بصريّه.. ليدرك الشخص الذي أمامه.. إلا انهُ "بينجامن"
بينجامن ونظراته المخيفة وابتسامته الماكرة لازالت على وجههِ.. شدّ بشعره فآلمهُ..
 بينجامن بهدوء:
هل أنتَ مُتأكد جاك؟ لأني أعلم ماذا فعلتَ الليلة البارحّة..


لازال جاكّ يتألم.. أغمضَ عيناً وفتح عيناً أخر بخفة.. وهو متعجبا !
فدفعه بينجامن إلى الشجرة واصطدم جاك بها.. سقط مُتألماً وهو يأخذ أنفاسهُ بسرعة!
بينجامن وهو يتقدم إليهِ: ههّ.. هل تعتقد أنني سأتركك بهذه السهولة تهرب؟

لم يستطع جاك التحدث أو حتى التحركّ, رفسّ بينجامن بطنَ جاك بقوة!!
ضحك بينجامن بحالة هستيرية وهو يقول : أحمق.. بل أشدُ من الحماقة هاهاهاها!!

رفع جاكَ رأسهُ وهو يتحدث بهدوء وخوف! : قُل لي ماذا فعلت ولكَ ماتريد!
وقف بينجامن صامت كالجمّاد! فقال بتفكير : ما أريد؟ أيّ شيء؟
جاك : أيُّ شيء!!

توسعت ابتسامة بينجامن وبرزت انيابهِ المُخيفة, ونظراته المُرعبة, تفاجأ جاك عندما تغيّر لونّ عيني بينجامن.. ارتعش خوفاً..
أتى بينجامن ورفعهُ من السلاسل المربوطة بيديه.. وجاك يتألم!
فابتسم بينجامن: ما رأيك جاك.. أن نلعب لُعبة؟

لازال جاك في نظرته.. متعجباً من نظرات بينجامن لهُ
جاك باستغراب: لُعبة؟

بينجامن بمكر: أجلّ.. أعشقها عندما ألعبها مع أشخاصٌ مثلك!
ثم بدأ بينجامن بزحف جاك إلى الشجرة, السلاسل تؤلم جاك في كل حركة يقوم بها بينجامن..

أخذ بينجامن بالسلاسل و ثبتها على غصن الشجرة, هي عالية قليلاً عن القاع,  كان جاك مغلق العينين ومتألما.. عندما خف الألم فتح بصريّه.. وجد نفسه في مكاناً عاليا.وبدا عليه الاستغراب والحيّرة!

بينجامن بكل هُدوء : إذا جاك.. ألن تخبرني ماذا فعلتَ ليلة البارحة؟
غضب جاك قليلا فرد بصوتٍ عاليٍ: وما أدراني أيها الأحمق.. أتراني في حال جيّد؟ تسألني ماذا فعلتُ ليلة البارحة؟!
ابتسامة بينجامن الماكرة لا تفارق وجهه. . فرد ولازال بهدوئه: حسناً.. من أعزُ الناس إلى قلبك؟
تفاجأ جاك إلى ان اتسعت عيناه.. جاك بخوف : ولمَ تسأل؟

التفت بينجامن وهو يضحك بخفة : دعني أقول لك شيئاً عزيزي.. قد أكونَ أحمقاً ولكن ليس من النوع الذي تعقده..
جاك والعرق ينزل من جبينه : ماذا تقصد؟

مرتّ لحظات قليلة.. رد بينجامن ببرودة تامة, وبنفس الوقت ظهر آدريل ومعه فتاة شقراء جذّابة, بشرتها بيضاء ناعمة, شعرها يصل إلى أسفل كتفيها..

بينجامن: كهذهِ.. هل تعرفها؟
عندما دقق في ملامحها, اتسعت عيناهُ مصدوماً, فهذهِ حبيبته وصديقته الذي لا يستطيع العيش دونها, كانت مع إحدى أصدقائه الذين اتفقوا أن يتقابلون في المتحف.

جاك يصرخ: أتركها.. أن فعلت شيئاً بها صدقني سأمزقك إرباً!!
وهو يتحرك يحاول الإفلات من هذه السلاسل لإنقاذ حبيبته.. لكن السلاسل تؤلمه فلا يستطيع الحركة بعدها

بينجامن بهدوءٍ تام.. : مسكينٌ جاك, هل تعتقد أنها كان فعلا بانتظارك في ذلك المتحف؟
نظر جاك إلى بيجامن بخوف واستغراب.. قلقاً على حبيبته أن يفعل بها شيئاً..

بينجامن : بل كانت تتسكع مع أصحابك الذيّن خدعوك.. كانوا يريدونك أن تبتعد لأنك كنت غريب الأطوار بالنسبة لهم..
جاك مندهش.. وعيناهُ تغرّق, أكمل بينجامن حديثه: لذا.. هي كانت الوحيدة التي نجت من هؤلاء.. أرى انك تدين لي بمعروف جاك..
ثم التفت إلى آدريل: ما رأيك آدريل همم؟

ابتسم آدريل: هه أجل.. لم أشأ أن أجعل هذه الفتاة تكون ضمن القائمة
ثم ضحك الضحكة المخيفة ..

جاك يصرخ فجأة وعيناه تنهمر : ماذا فعلتم بأصحابي؟!

استغرب آدريل لردة فعل جاك.. ثم رد باسلوب وقح : يالك من معتوه.. أهكذا تردُ لنا الجميل؟
ضحك بينجامن قليلا : أوه آدريل.. أرجوك.. لا تلمهُ فليس بغريبٍ جدا من غريب الأطوار كهذا..

ثم ابتسم وأكمل حديثه وكانت أنيابه بارزة: هل تودُ أن تلحق بهم جاك؟
تفاجأ جاك وتوسعت عيّناه..
التفت بينجامن لآدريل.. : آدريل.. هل بإمكانك أن تُريَ جاك مهاراتك؟
توسعت ابتسامةُ آدريل وهو يقول : بكل سرُور..

اخذ آدريل رأس الفتاة من شعرها ورفعها إلى أعلى..
بدأ جاك بالصراخ والحركة : لا تلمسها أيها المعتوه!! أتركها.. أتركها أرجوووك!!

نظر آدريل إلى جاك وهو يبتسم ابتسامة المكر المخيفة..
ثم فجأة, بدأ بطبق يداه فأنفجر رأسها!
بنفس الوقت جاك يصرخ بأعلى مالديه : لاااا!! تيفاني!!!
وبدأ بالبكاء والصراخ وهو يناديها ..

آدريل لبينجامن : هل هذا يرضيك, بينجامن؟
بينجامن بمكر : جداً..

بصريّ جاك تحدق ببينجامن.. يحاول جاك ان يقتله بنظراته الغريبة!
جاك ببرودة وغصب: صدقني.. بأنني سأمزقك

ضحك بينجامن كثيراً : أجل.. مُرادك في الجحيم أيها التافهه..
استدار وبدأ بالمشي.. عندما لامست كتفه كتف آدريل.. بينجامن في ذهن آدريل :اقضِ عليه..

فاجئه جاك برده : إلى أين أيها الجبّان.. تجعل حارسك الذي يقتل وأنت تشاهد فقط.. يالكَ من معتوه جبان
تعال وآرني ما لديك.. أم انك خائف تهرب كالجبان!!

توقف بينجامن في مكانه.. تفاجأ آدريل من رد جاك وجُرأته!
آدريل بخفة: هل جُننت..

بينجامن يرفع يدهُ مقاطعاً لآدريل..: إذهب ودعنا لوحدنا قليلا..
آدريل : ل..لكن
بينجامن : اودُ فقط المحادثة معهُ..
اخفض آدريل رأسه: كما تريد
( ورحل مع حركة الرياح )


ابتسم بينجامن ابتسامة المكر المخيفة : دعنا نكمل لُعبنا يا عزيزي !
.
.










في منزل رُونان..

كلٍ من رُونان وآيمي يأكلان العشاء, كلاهما متقابلين
نظرات رُونان لا تفارق آيمي.. يراقبها وهي تأكل بخفة..
عندما لاحظت آيمي نظرات رُونان تفاجأت.. فحمرتّ خديها و أخفضت بصريّها خجلة..
فقالت بهمس-: لم تنظر إليّ هكذا..

ضحك رُونان بهدوء.. نظرت إليه باستغراب لما يضحك هكذا..
اجاب مبتسما : أنا سعيدٌ فقط.. 
كادت أن تسأل آيمي سبب سعادته فقاطعها : لا تسأليني لما..
أخفض رأسه وهو يكمل طعامه

آيمي تنظر إلى طبقها مُستاءة, لازالت قلقة بما قاله جُوش لها
آيمي في أعماقها :" ألا زال يبحث عني ؟
ماذا لو وجدني عند رُونان يرعاني.."
ثم نظرت إلى رُونان بقلق.. : "عليّ الهروب من منزلّه.. حتى لا ألحق به الأذى.."

قامت آيمي لتخرج من الغرفة.. وبنفس الوقت يقف رونان من مكانه ليسأل آيمي : أين أنتي ذاهبة؟
آيمي عند الباب : سأذهب لارتاح قليلا اشعر بقليل من التعب.
أدهش رُونان ابتسامتها البريئة والهادئة وهو يتساءل.. : ما بها ؟

أغلقت آيمي الباب خلفها حتى لا تعطي رُونان مجالاً للجدال لا تريده أن يعرف سرّها.. أو سر ذلك الشخص الذي يُلاحقها..

آيمي وفي طريقها إلى الغُرفة الذي نامت بها ..
بصرها للأرض وهي تسير.. تتحدث في أعماقها : "لا أريد الذهاب لأي مكان.. لأنني اشعر بالراحة والطمأنينة هُنا..
لكن لا أريد أن يعلم بينجامن أن رُونان وجدني هنا , أعلم ما مصير رونان بعد ذلك ولا أريد لهذا المصير أن يتحقق.. قبل أن يصبح هذا مصيري أنا أيضا.. فإنني لا أتحمل أن أراهُ يتعذب."

فاجئها صوت السيدة ميري وهي تحمل سلة الملابس, تبدو متعبة لأن السلة كانت ثقيلة عليها..
أتت آيمي وهي تخاطبها : أتريدين المُساعدة سيدتي؟
استغربت السيدة ميري لطلب ايمي للمساعدة, لكن سرعان ما تغير رسمةً وجهها إلى الابتسامة رغم ثقل تلك السلة
السيدة ميري : شكرا عزيزتي لكن يمكنني حملها..
ايمي وهي مصرة على المساعدة : دعيني احملها معكِ حتى أُقلل من عبئها!


اندهشت السيدة ميري لإصرار ايمي على مساعدتها في حمل هذه السلة, فابتسمت وأعطتها جزءاً من السلة لتحملها معها, مسكت ايمي الجانب الآخر من السلة ورفعته قليلا عن السيدة ميري حتى حملتها كُلها عنها, سرتّ ايمي لتضع السلة في غرفة الملابس لكن يُفاجئها ردة فعل السيدة ميري : ارجوكِ يا عزيزتي دعيني احملها معكِ
اندهشت السيدة ميري من ابتسامة ايمي الهادئة, جلست السيدة ميري تتأمل ابتسامتها لتسمع ايمي : لا بأس.. فلا أراها عبئاً عليّ أبدا..

أخذت ايمي السلة لتضعها وترتب الملابس معها.. لا زالت السيدة ميري مستغربة, مندهشة! لأنها لم ترى مثل طيبة ايمي من قبل, او بالأحرى لم تعامل كطيبتها منذ أن ماتا والدا رُونان.

بعدما انتهت ايمي من تصفيف الملابس وترتيبها, لم تستطع السيدة ميري رد الجميل لآيمي فانحنت لها , استغربت ايمي لما هذا الانحناء؟ فلم تشعر بشعور الاحترام والتقدير من قبل.

السيدة ايمي وهي في وضع الانحناء : أوه صغيرتي لا اعلم كيف أشكركِ على مساعدتكِ لي, فكما تعلمين أنا أصبحت عجوزَ و ..

قاطعها ردة فعل ايمي وهي تمسك بيد السيدة ميري وتجعلها تستقيم في وضعها.. ايمي مبتسمة ويدها بيد السيدة ميري : أرجوك لا تشكريني.. بل هذا واجبي اتجاه امرأة قديرة مثلكِ

تفاجأت السيدة ميري للطف آيمي لها.. فتركتها آيمي ذاهبة إلى مكانٍ ما..
السيدة ميري في أعماقها : " عجبا.. لم أرى فتاة بهذه الصفات, هي تذكرني بالليدي ماريّا.. كأسلوبها ونظراتها.."
ثم ابتسمت وهي سعيدة جدا.. أغمضت عينيها للحظة وهي تقول : آمل أن تُسعدي السيد رُونان.
وقفت ايمي في مكانها وهي متفاجأة.. التفتت آيمي للسيدة ميري وهي تنتظر منها أن تتابع حديثها..
السيدة ميري وعينيها تغرق : فمنذ أن تُوفيّا الليدي ماريّا والدوق رُوبرت لم يذق طعم الحنان والطمأنينة من قبل.. حاولنا أنا والسيد فاونكن إعطاءه هذا الحنان الذي فقده منذ سنين طويلة..

آيمي وعيناها تغرّق مندهشة.. أكملت السيدة ميري حديثها : حاولنا.. لكن لم نستطع أن نذقه ذلك الطعم.. لكن منذ أن آتيتي لم نرى تلك البهجة والفرح على وجهه..

لازالت ايمي في نظرتها ووقفتها.. ذهنها كلها برُونان, أفكارها تلاشت فبعدما قررت الرحيل وقفت لتفكر إما البقاء لإسعاد رُونان.. وإما الهُروب للحفاظ على حياة رُونان!

السيدة ميري ويدها مشبوكتين وهي على وشك البُكاء.. أخفضت رأسها : علمنا أنكِ ستهدينه ذلك الحنان.. أرجوك.. امنحي لسيد رُونان هذا..
ردت ايمي وهي مبتسمة : لا تقلقي آنستي.. سأعتني به جيدا.

ابتسمت السيدة ميري فمسكت بيد آيمي وهي تهمس لها : أرجوكِ..
تركتها ايمي مبتسمة وأكملت مسيرها إلى غُرفتها.. 

في طاولة الطعام.. رُونان ينظر إلى طبقه وطبق آيمي, هُو لم يكمل طعامه منذ أن تركته آيمي في هذه الغُرفة.
السيد فاونكن خلفه تماما.. يبدو على رُونان الحيرة.. استغرب فاونكن لأن رُونان لم يكمل طعامه..
فسأله قائلا: سيدي, ما بك؟

رُونان بغضب : تبا يا فاونكن.. لم تركت الطبق وذهبت.. ألم يُعجبها الطعام؟ هل أخطأ بيري في شيء؟!
" بيري هُو اسم الطباخّ "
السيد فاونكن بهدوء: لا اعتقد ذلك سيدي, لكن يبدو على الآنسة آيمي أنها قلقة لشيءٍ ما..

التفت رُونان مُستغرباً, فرد وبصرهُ إلى السيد فاونكن: من ما؟

السيد فاونكن مُبتسما : لعلي أسال السؤال ذاته, هل تودُ مني أن اسألها؟
شبك رُونان أصبعيه واتكأ عليها, فرد بابتسامة : ليس هناك داعٍ لذلك فاونكن, دعني أقوم بهذا الواجب.
أغلق السيد فاونكن عينيه بخفة مُبتسما : كما تُريد سيدي..

قام رُونان من مكانه وفي طريقهِ إلى الباب ليخرُج التفت رُونان لسيّد فاونكن : أوه و فاونكن!
انتبه فاونكن لرُونان فهُو ينتظر أوامره .

رُونان بابتسامة : أجعل ساندي تُرتب هذه الفوضى.
فخرج وأغلق الباب خلفهُ.
" ساندي هي الخادمة التي تهتم بتنظيف البيت. "

رُونان وهو يمشي وباله مشغولٌ بآيمي.. قال في ذهنه : أصبح تفكيري منشغل بها.. يا تُرى, أهذا ما يدعى بالاهتمام؟

فاجأهُ وجود السيدة ميري وهي في طريقها إلى غُرفتها.. أدهشها سؤال رُونان المُفاجئ: السيدة ميري, هل رأيتِ آيمي؟
ابتسمت السيدة ميري وهي ترد : نعم يا عزيزي, هي في غرفتها الآن.
شعر رُونان بالاطمئنان بعدما كان قلقا بها.. فرد بهدوء : كيف حالها ؟
دققت السيدة ميري في ملامح رُونان.. فهي لم ترى ذاك الوجه المهتم والقلق.. ابتسمت : هي بخير.. بإمكانك الذهاب إليها فهي لم تنم بعد..
فاجئها ابتسامة رُونان الهادئة وهُو يشكرها : شكرا لكِ ميري, لولاكِ لما أصبحت بهذه الراحة والطمأنينة.
فأكمل مسيرهُ إلى غُرفة آيمي, السيدة ميري لازالت واقفة في مكانها مُتفاجأة, وعيناها تنهمر سعيدة..
نظرت إلى الأسفل مبتسمة : حقاً, آمل أن تكوني فخورة, ليدي ماريّا.

في الغرفة التي آيمي موجودةُ بها, تفكر في خطة لتهرب من المنزل..
فأصبحت تتحدث إلى نفسها بهمس: " الهرب من المنزل أمرٌ سهل لا داعي للقلق به, لكن ماذا أقول لرُونان.. هل اخبره بالحقيقة أم اكتب له ورقة تدلُ على ذلك؟"

ثم فجأة, تهبُ رياح خفيفةٍ باردة.. تحيط بآيمي في كل مكان.
آيمي تمسك بذراعيها وكأنها شعرت بالبرد, فأخذت باللحاف لتدفئ به, آيمي بتذمر : يا إلهي إن البرد قارصّ.

فاجئها ظهُور جُوش المفزع, وهمساته المخيفة: ألم تعتادي على هذا الأمر يا آيمي؟
تفاجأت آيمي لوجود جُوش هُنا.. فقالت قلقة : ماذا الآن لما أنت هُنا؟!
جُوش بإبتسامة : ماذا, ألم يُعجبك زيارتي هذه المرة؟ أتيت هُنا لأحذرك فقط..
قاطعته آيمي : أعلم وأنا أخطط للهرُوب من هذا المنزل!
استغرب جُوش لخطة آيمي.. فأكمل حديثه : يا فتاه, دعيني أتابع فقط.
صمتت آيمي للحظة وهي تنتظر من جُوش الحديث.. آيمي في ذهنها : " يا إلهي ماذا يخطط بينجامن الآن؟"
جُوش بابتسامة ماكرة : إن بينجامن قريبٌ من هُنأ..
اتسعت عينا آيمي مُتفاجأة, صامتة في مكانها, كالجماد لا ردة فعلٍ لها.. لا تعلم ماذا ستفعل فتشتت أفكارها وخططها أصبحت كأنها جاهلة لا تعلم لما هي هُنا.
جُوش وهو يحدق بها : لديك آمرين .. إما أن تتابعي الهُروب وإما أن يكون هذا المنزل قبركِ.
آيمي تصرخ : أين هُو بالضبط!!
جُوش مغمض العينين : عُذرا, لا استطيع البوح بهذا فكما تعلمين..
ثم فجأة بابتسامة مُخيفة : انهُ يتتبع تحركاتي .
تفاجأت آيمي فردت : هذا يعني.. أنه يعلم أنني هُنا؟
جُوش بسخرية: يعلم؟ هاه! بل يراكِ أينما ذهبتي!

أخفضت آيمي رأسها وبدا على وجهها الحيرة والتساؤلات..
ابتسم جُوش بمكر فرد : أنا هُنا لتحذيرك فقط.. عليك الهرُوب قبل فوات الأوان..

ثم أختفى بحركة هادئة, وفتحت شُباك النافذة فجأة فبدأ الثلج يدخل الغُرفة, ولازالت آيمي في مكانها تبكي!
آيمي في ذهنها : " يا إلهي.. أنهُ قريب!!"

يُفاجئها صوتُ رُونان وهو يطرق الباب : آيمي.. هل بإمكاني الدخول؟
ثم فجأة.. أغلق الشباك وكأن شيئاً لم يحدث!!.. آيمي تُحاول مسح دموعها بُسرعة فردت بخفة : تفضل.

دخل رُونان وهو مبتسم.. فوجد آيمي على سريرة جالسة ويبدو على وجهها القلق. فابتسامتها تُوحي بذلك.
جلس رُونان بجانبها : هل أنتي بخير؟
آيمي بسخرية : هههه بالتأكيد أنا بخير و ما الذي يجعلك تقلق كهذا!
أخفض رُونان بصريه ثم استدار مُبتسما : لا.. أريد الاطمئنان فقط.
تفاجأت آيمي ثم ردت : لما!
صمت رُونان للحظة.. أبتسم وهُو يرد على سؤالها : لا أعلم آيمي ولكن أشعر أنك بدأتِ تصبحين شيئا مُهما في حياتي.
اندهشت آيمي بما سمعته من رُونان وحمرّت خديها خجلا!
رُونان : لهذا واجبٌ مني أن آتي وأطمئن عليك.. أليس كذلك؟
آيمي بهدوء ولا زالت خجلة : امم.. نعم هو كذلك..

تأمل رُونان في وجه آيمي وهي تبتسم خجلة.. فإبتسم رُونان من تلقاء نفسهِ, فلم يشعر بهذا الدفء والسعادة من قبل.. عندما شعر وايقن بما هو فيه, وقف ليخرج من غرفتها: أعتذر آيمي إن أحرجتك في شيء فكما قلت لكِ.. أودُ الاطمئنان فقط

وقفت آيمي وهي في طريقها إلى رُونان.. تابع رُونان حديثه وهو يمسك قبضة الباب ليخرج :
أتمنى لكِ ليلةً س...
يُقاطعه ويُفاجئه في الوقت ذاته عناق آيمي له, فكان عناقها له من الخلف.. غرقت عيناها فبدأت ضمه بقوة وهي تبكي.. لازال رُونان في وقفته وهو متفاجئ, لا يعلم ما سيكون ردة فعله حيال ذلك..
آيمي وصوتها يتقطع مع  كُل شهقة : شُكرا.. رُونان.. على كُل شيء.
ابتسم رُونان وهو يغمض عينه ليشعر بما تشعر به.. ظن أن هذا بُكاء الفرح فوضع يده بيدها..
رُونان ويبدو على صوُته الحزن: أيمكنني سؤالك؟
تفاجأت آيمي من صوت رُونان وردة فعله وهي تنتظر منه السؤال..
رُونان وعيّناه تمتلئ : هل الحُب يتقبل الشكر ؟
أتسعت عينّا آيمي اندهاشاً من سؤاله الغريب.. فلا تعلم ماذا سترد على سؤاله!
رُونان مغمض العينين : إذا الجواب هُو نعم.. طابت مسائك آيمي.
فتركها وأغلق الباب خلفه .


سقطت آيمي على ركبتيها وهي تتابع البكاء.. فبدأت بضم نفسها وهي تشهق لا تعلم ماذا ستفعل !
آيمي في ذهنها : رُونان... أنا آسفــة!

رُونان خلف الباب وبصرهِ إلى اسفل وعيناه تغرق تكاد أن تدمع.. بدأ بمسك قبضته بقوة.
رُونان في ذهنه: عِناقها... أجمل شيء وقع في حياتي...!!



في جانب آخر..
خلف تلك الأشجار المُخيفة, لازالت البُومة تُحدق فهي تتضوّر جوعا تبحثُ عن شيئا لتأكله.
بينجامن بحالة هستيرية وهو ينظر إلى جاك يحتضر.

بينجامن بابتسامة ماكرة مغمض العينين : إذاً.. ألن تخبرني ماذا فعلتَ ليلة البارحة ؟
جاك وفمه مُلطخ بالدم وفقد عينّه اليُمنى.. يدهُ مكسورة بل العُروق تظهر كأنها أحبال ممزقة، نعم أنفصلت ذراعهِ عن مفاصله!
ورجليّه مقطوعتان.. فقد كثيرا من الدم فها هُو يموت ببطء..
جاك وعينيه الشبه سليمة لبينجامن : سأخبرك ذلك في الجحيم أيها المعتوه!

ضحك بينجامن كثيراً فرد : أوه يا جاك كم أنت مُسلٍ جدا..
التفت بينجامن إلى البومة التي طيلة وقت التعذيب تحدق بهم..  ضحك بينجامن فقال بمكر : إنني أود التهامك لأتمتع اكثر لكن يبدو أن هُناك ضيفاً معنا.. وتعلم علينا إكرام الضيف جيداً صحيح؟
نظر جاك إلى البومة التي تغيّرت لون عينيهّا فجأة.. ضحك جاك فابتسم: أنا راضٍ بذلك.. أن ادخل في معدتها الصغيرة ولا أن أكون داخل جسمك القذر!

لم تُحرك مشاعره الميّتة, فلا زال سعيدا.
استدار ليتركه فرد عليه : حسناً جاك.. أراكَ في الجحيم أيها التافه
ابتسم جاك وأغمض عينيه: أنني انتظرك هُناك..
ضحك بينجامن بخفة فتركه.. قفزت البُومة إليه لتلهم ما تبقى من جسمه .



بينجامن وفي طريقه إلى سيارته.
آدريل خلفه : هل قضيتَ عليه؟
بينجامن بسخرية : وهل هذا سؤال أيها الأحمق؟
آدريل باستغراب: أوه.. لا فقط كنت أود التأكد!
بينجامن : أجل هذا ما يفعله الضُعفاء أمثالك..
استفز اسلوب بينجامن آدريل فكان آدريل وكأن يُود التهامه, ليظهر جٌوش خلفه يهدئ من روعه : تمالك أعصابك.. أنت تعلم أنه شديد ..
آدريل بغضب : ابعد يدك القذرة عنيّ !
بينجامن وهو يفتح سيارته : هيه آدريل..
ألتفت آدريل إلى بينجامن خائفاً !
ركب بينجامن سيارته.. فرد في ذهن آدريل : تركتُ ذلك الأبله يحتضر فاذهب وخذ حصتك..
ابتسم آدريل : يآآه.. شكراً!
فذهب مُسرعا ليأخذ فريسته..

بينجامن : جُوش.. هل أخبرتها؟
جُوش مبتسما : نعم.. ويبدو أنها ستهرب كالعادة.
ضحك بينجامن بخفة : لا بأس.. أينما ذهبت سأكون ورائها..
فزاد في سرعة السيّارة وانطلق !

جُوش في ذهنه : آمل فقط أن تستطيع الهرب.. قبل أن يفوت الآوان..
فذهب ليلحق بسيده.

















تمت.