the poster

the poster
design by : maram alotaibi*

الخميس، 12 سبتمبر 2013

الفصل الثاني










صوتُ موسيقى هادئة.. تعم في غرفة الجلوس.. رُونان يستمتع بمذاق القهوة التي يشربها
مغمض العينين يتذوق حلاوتها.. رغم أنها مُرة لكن هذا ما يفكر فيه.
آيمي تنظر إلى كوبَ القهوة باستغراب.. وكأن هناك شيء يجول في ذهنها.. تريد أن تأخذ القهوة لتجربها
ولكن هناك شيء يشغل بالها.. تتأمل بما قاله جوش لها..
" إذاً.. تحملي ما سيأتيك"
تلك العبارات تتكرر في ذهنها.. تتذكر تعابير وجههِ المخيف.. تشعر كأن نهايتها ستقترب..
شعوراً ما يراودها بأن المجرم إلى طريقها.. امتلأت عينيها بالدموع.. أخفضت رأسها لا تريد أن تفسد متعة رُونان.

"إيمي..؟"
إلتفتت إيمي إلى رُونان مستغربة!

رُونان وكوب القهوة بيده.. استغرب عندما رأى تعابير وجه إيمي هكذا.. خائفة!
عادت بصريّ آيمي إلى كوب القهوة فقالت بابتسامة: أشعر بأنني لا أريد شربها..
رُونان بهدوء: لكن.. أنتي لم تجربيها حتىّ..
آيمي وهي تخفض رأسها : رُونان..
ثم بهدوء: لمَ أخذتني عندك.. لمَ لم تتركني في الحديقة أتجمد!

تفاجأ رُونان عندما سألتهُ آيمي.. نظر إلى كوب القهوة.. فأخفض رأسه
آيمي لازالت تنتظر منه الإجابة.. ولكنه صامت.. هادئ!

رُونان: كنت أودُ فقط أن أجد لي شريكا في منزلي..
استغربت آيمي.. وهو يتابع حديثه..
" في الواقع انا يتيما آيمي.. لقد ولدتُ ولم أرى آبي.. وأمي توفت بسبب مرضها وانا في الخامسة من عمري..
اعتنيّا بي فاونكن والسيدة ميري جيداً.. فكانا يحبان أمي وأبي كثيرا.. "

تفاجأت آيمي.. فقالت بهمس: وهل استطعت العيش دُونهما؟

ابتسم رُونان : بصراحة.. فراقهما علمّني أن أعتمد على نفسي.. ليس لأن لديّ فاونكن وميري هذا يعني انني مُدلل.. أحب الجلوس لوحدي..

فألتفت لها..: ماذا عنكِ.. أين أبواكِ ؟

انعقد لسانُ آيمي.. بدأ الحيرةَ يظهر على وجهها.. لا تعلم بماذا تردُ..
آيمي :  بصراحة.. لا أعلم

تفاجأ رُونان وهو يسأل بتعجب : ألم تريهما؟!
آيمي وبصرّها إلى الأرض.. وعلامات الحزن يملأ وجهها: لا.. لم أرهما يوما في حياتي..

كادَ أن يكمل رُونان في أسئلته ولكن أيقن.. انه إذا استمر بالأسئلة قد يجرحها..
فابتسم رُونان.. "نحن متشابهان آيمي.. فالوحدة تلاحقنا أينما ذهبنا.."

ضحكت آيمي بهدوء.. استغرب رُونان لم تضحك.. ينظر إليها وهو ينتظر منها سبب ضحكتها المفاجئة!
آيمي : لا.. ليسَ كما تعتقد رُونان.. لسنا مُتشابهين..
رُونان باستغراب.. : ولمَ ؟

ابتسمت آيمي وهي تأخذ رشفة من كوبِ القهوة : ستفهم ذلك قريبا..
عندما شعرت بمذاق القهوة ومرّتها.. شعرت بمغص فبصقت القهوة!!

آيمي بغضب : كيف تشرب هذا الشيء!!!
ضحك رُونان كثيراً!! ضنت آيمي انه يسخر منها.. غضبت اكثر فقالت بسخرية: اوه معذرة.. نسيت أن القهوة مشروباً للأغنياء فقط

قام رُونان من مجلسه ويبدو على وجهه الجديِّة .. ظنت آيمي أنها جرحت رُونان بكلامها..
قامت ايمي من مكانها خجلة: رُونان.. أسفة لم اقصد بأن..

قاطعها رُونان وهو يبتسم: لا داعي للإعتذار آيمي..
فخرج من الغرفة وترك كُوب قهوته في الطاولة.. مع صوت انغلاق الباب التفتت آيمي إلى مقعده
ثم إلى كوبه.. وبدأت بالتفكير فيما قالته, آيمي : هل ضايقته بحديثي؟

رُونان في ممر بيته.. اتكأ على الحائط ووضع يده على وجهه محدباً.. كأنه نادماً على شيء.
رُونان: كيف ذكرتُ لها أبواي؟.. وأنا لا أعرفهما أيضاً!!



.
.
.
.
في مدينة "towns hill. "
بينجامن يتمشى بين الناس في الشارع.. لم يكن ينظر لهم بل كان يكمل طريقه ورأسه للأرض..
كان يمشي وعينيه مغمضة.. آدريل وجوش كانا ايضاً بين الناس لكن على هيئة انسان..
الوضع كان هادئ.. مطمئن..

آدريل في اعماقه : تبا.. قطع وكتل من اللحم تمشي في كل مكان.
جوش بابتسامة مستفزة! : تمالك اعصابك.. سنصل هناك قريبا

يفاجئهما همسُ بينجامين في أذهانهم
بينجامن بغضب: إن كشفوا الناس أمركم.. حياتكما لن تدوم أيها الحمقى..

فسكتا خوفا من تهديد بينجامن لهم .. وأكملا طريقهما معه.

بينما كان بينجامن يمشي اصطدم شاباً كتفهِ فجأة.. كان الشاب يحمل كتباً فسقطت منه
سقطت نظارة بينجامن من شدة الضربة.. لازال رأسه خافضاً رغم ذلك!

 بصريّ بينجامن توّد رؤيته ذاك الشاب.. شعرهُ الأسود الطويل يُغطي الوشاح الذي يلبسهُ.. بشرته السمراء صافيّة؛ وعينهِ بعينهِ الخضراء.. يبدو عليه الاستعجال فإنه لم يراه

الشاب مرتبكاً : عُذرا سيدي.. لم أراك أنا أسف!!
لازال بينجامن في وقفته.. لم يتحرك ابدا.. صمت بينجامن في وقوفه ارعبّ الشاب قليلا
عندما أيقنَ أن نظارة بينجامن على الأرض أخذها وأعطاهُ إياه ظّن أن هذا ما يغضب بينجامن

الشاب مبتسماً: تفضل.. أعتذر مرة أخرى..

علامات الهدوء والغضب والرعب لا زالت على وجه بينجامن..
أكمل الشاب طريقهُ راكضا

بينجامن واقفاً وبيده النظارة..
اتى آدريل بجانب بينجامن.. فبدأ بهمسه وبصوت خافت : هل انت..

قاطعه همسات بينجامن الهادئة.. وهو يلبُس نظارتهِ : اذهب واحضره.. وألحق بي أنا و جوش.
فأكمل طريقه.. فلحقه جوش ليتابع مسيرته معه

آدريل في أعماقه : يبدوّ أنني سأمرحّ قليلاً.. ههه
فاختفى مع حركة الريّاح الباردة~

خارج سُور مكتبة تاونز هيل.. الشابّ يأخذ أنفاسه وهو  واقفاً بجانب باب السُور..
فتح الباب ليدخلها.. قال في نفسه "أرجو أن يكون مكان جيّداً لدراسة وكما يقولون.. وأمل أنه ليس مُغلقاً.."

عندما اقترب إلى باب المكتبة.. فتح الباب فدخلها
يبدو على أن المكتبة مهجورة نظرا لامتلائها بالغُبار.. وكأن لها قروّن لم يدخلها أحد
أخذ ينادي: هييه.. هل هناك أحدٌ هنا؟ مايكل؟ ميشيل؟ تيفاني؟

كان يُنادي رفاقه.. يأمل أن يجدهم في هذهِ المكتبة.. لكن يبدو على أنهم خدعوّه!
دخل ذلك الشّاب والذي كان يدعى بجاك.. ليستكشف المكان ويرى مجلساً يقعد عليه ليأخذ راحته في الدراسة..
لكن أذهلهُ المكان المُغبر.. الأرفف وديكورات المكتبة يُهيئ للمرء أنها قديمة
وجد طاولةً وكُرسي فأخذ ينظفها من الغُبار ليجلس ويدرس بها

جاك .. كان ذلك أسمه
قال لنفسه : ههِ.. على الأقل المكان هادئ.. بإمكاني أن اخذ راحتي هنا
فتح جاك كتبه وترتيبه ليبدأ بمادة تلوّ الأخرى.. لكنه شعر بأن هناك كتاباً ناقصاً.. فلم يجدها ضمن المجموعة التي بيده..
اخذ يفكر أيّن تركها.. ثم أيّقن أخيراً انه قد يكون تركها في المكان الذي اصطدم ببينجامن فيه و نسيّها هناك..

اتكئَ جاك على يديه : تباً.. كيف سأدرس تلك المادة الغبيّة الآن..
يُفاجئهُ سُقوط كتاباً من فوق خلفهُ بالضبط, عندما التفت إلا أنه الكتاب الذي يبحثُ عنه!
تفاجأ واستغرب.. " كيف أتت إلى هُنا؟ " بدأ بالنظر إلى أعلى.. لكن لا شيء!

قام اخذ الكتاب ورجع لمكانه.. لازال مستغربا كيف وصل الكتاب إلى هُنا.. عندما فتح أول صفحه من الكتاب
إلا أنها مكتوبة بالدّم " أنظر إلى خلفك .. "
اتسعت عيّنا جاك خوفا.. التفت كما أمر الكتاب ذلك.. حينها وجد آدريل خلفه تماماً..
لم يكن على هيئته الطبيعية.. بل كان على هيئة رجل.. شعُره أسود يطول لكتفيه.. عينيه حمراوّان تحدق بجاك..
لازال جاك في هيئته مصدوماً.. وقد يكون خائفاً!

آدريل مبتسماً وبهمس : ما الذي أتى بك إلى هُنا ؟
أخذ آدريل يُمثل دور أمين المكتبة أمام جاك..
جاك بخوف وقلق : أتيتُ هنا لأدرس فإن موعد اختباراتي قد اقتربت

آدريل بإبتسامة : لكن أخشى أن مكانك ليس هُنا فكما ترى..
قاطعه جاك : لا بأسّ.. المكان هادئ وهذا ما أريده!!

آدريل : لكنكّ لن تدوم طويّلا هنا..
استغرب جاك : ماذا؟

آدريل في أعماقه : كيف سيكوّن موتُ هذا المسكيّن..
ثم يُفاجئه همسات صُوت بينجامن وكأنه يقرأ ذهنه " أريدهُ حيٌّ يا غبي!! "

بدأ آدريل يحدق بجاك وكأنه يريد قتله.. بل يوّد أن يفتت لحمه..
اتى آدريل بالقرب من جاك.. فأخذ بكتابه وضربهُ على أفاه ؛ سقط جاك مغماً عليه..
ابتسم آدريل وظهر على هيئته الحقيقية..

 حمله ثم خرج من المكتبة, إلى المكان الذي يتواجد بهِ بينجامن.




.
.
.
.
في ممرات منزل رُونان.. تبحثُ آيمي عنهُ ولكنها لا تجده..
فوجدت فاونكن أمامها يحمل مائدة من الطعام.. فسألتهُ بهدوء : سيد فاونكن.. هل رأيت رُونان ؟

تعجب فاونكن من مناداتها له بـ"سيّد" .. ثم أجاب بهدوء : بلى آنستي.. إن السيّد رُونان في غُرفته
ابتسمت آيمي : دُلّني على مكانه..

أشار فاونكن خلفه.. فأجاب : هل تريّن الباب الكبير هُناك؟
آيمي باندهاش : الذهبية؟
ابتسم فاونكن : نعم.. هذهِ هي غرفة سيّد رُونان..

فأكمل طريقه ليضع المائدة.. وبصريّ آيمي إلى باب غُرفة رُونان.. وتتقدم إليه خطوة بخطوة,
لازالت آيمي حزينة ونادمة على ما قالتهُ له عندما كانا لوحدهما يتذوّقان القهوة..

عندما وصلت إلى الباب.. كادت ان تفتح الباب لكن توقفت, ثم بدأت بطرّق الباب..
لتسمع صوت رُونان المخنوّق : أدخل..

تفاجأت آيمي لصوته.. وكأنه حزين ثم دخلت عليه..
عندما التفت رُونان لها تعجب .. سبب مجيئها إلى هنا بعدما كانت لوحدها هناك!
وقف رُونان على قدميّه ليسألها : ماذا بكِ ؟

علامات الحزن والحسرّة على وجه آيمي.. عيناها تتلألأ وكأنها ستدمع..
استغرب رُونان لما هي هكذا.. أخفضت رأسها ويدها على عينيها لتمسح دمُوعها : رُونان.. أعتذر كوني بذيئةً معك.. لم اقصد ذل..
فاجأها ردة فعل رُونان.. رفع رأسها فأخذ بمنديل من جيبه ليمسح دموعها ..
فأجاب بكل لطّف : ولمَ هذه الدموع آيمي..؟
أخفضت آيمي بصريها إلى أسفل.. كادت أن تتحدث لكن قاطعها رُونان في قوله : أنظري إليّ!
وجهّت بصريّها فجأة إلى رُونان مصدومة!
رُونان : لا تتأسفي على لا شيء آيمي.. أنتِ لم تفعلي شيء.. فقط.. ارجوكِ انسي الموضوع!
حركت آيمي رأسها إلى أعلى وأسفل وكأنها تنفذ مايقوله..


دخلّ فجأة فاونكنّ عليهّما.. : سيّد رُونان.. المائدة جاهزهٌ الآن.
رآهما ملتصقان ببعضمها.. رد رُونان : سآتي حالاً.. وأرجو أن تطرّق الباب في المرة القادمة!

أبتسم فاونكن.. فردّ على سيّده : وكما تأمر.. سيد رُونان
فخرج عن الغرفة وأغلق الباب خلفه.

رُونان لآيمي : هل أنتِ جائعة؟
خجلتّ آيمي وهي تخفض بصريّها.. : نعم, ماذا عنكَ؟
ابتسم رُونان فقال بسخرية : إنني أتطوّر يا هذهِ تعالي معي لنأكل..
مسك بيدهّا فذهبا للمائدة..


آيمي في ذهنها وهي تحدق به مندهشة :
أشعُر احياناً.. أن وجودي هُنا معجزة
وأشعر.. أن حياتي ستكون أجمل من ذلك

لا أدري..
لّعل مشاكلي مع بينجامن لن تنتهي
لكني على علّم !
أن لحظاتي معك ستدوم.


فابتسمت فجأة :
رُونان..
لا استطيع البوّح ما في داخلي لك..
لكني أشعر بأنك.. أخا وصديقا
وأشعر.. أنك أفضلُ من ذلك ()*




تمت.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق